جبل القدس والخليل وأذن لهما في التوجه إلى القدس فتوجها من الرملة في يوم الاثنين ثالث عشري جمادي الأولى ودخلا إلى القدس في يوم الخميس سادس عشري جمادي الأولى والأمير دقماق بخلعة النيابة والنظر وهو متوشح بأطلسين على العادة والقاضي فخر الدين بكاملية على سمور وكان يوما حافلا وقرئ توقيع النائب في يوم الجمعة ثاني يوم دخوله.
وحصل للنائب ضعف شديد عقب ذلك وانقطع فتولى القاضي فخر الدين أمر تجهيز الرجال وصرف عليهم المبلغ وتوجه بهم من القدس في يوم الجمعة ثالث رجب إلى الأمير الدوادار الكبير وتوجه الدوادار الكبير والقاضي كاتب السر لجهة نابلس وجهز الرجال من جبل نابلس ثم توجه القاضي كاتب السر في شهر رجب وهو متوعك إلى الأبواب الشريفة فوصل إلى محل وطنه واستمر متوعكا إلى أن توفي في يوم الخميس سادس شهر رمضان وصلي عليه صلاة الغائب بالمسجد الأقصى في يوم الجمعة ثامن عشري رمضان ﵀ وعفا عنه.
ثم توجه بعده الدوادار الكبير في شهر شعبان وسارت العساكر لقتال بايزيد خان بن عثمان خان.
وفيها من الله تعالى على عباده بحصول الرخاء وتيسير الأقوات وانحطاط الأسعار وحصل الرفق للعباد مع وجود الشدة بسبب التجاريد وذهاب الناس إلى بلاد الروم فسبحان من يتصرف في عباده بما يشاء.
وفيها استقر شيخ الشيوخ جلال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الأمير ناصر الدين محمد بن أبي شريف الشافعي أخو شيخ الاسلام الكملاي في ربع وظيفة المشيخة بالخانقاه الصلاحية بالقدس الشريف بنزول شرعي صدر له من الشيخ ناصر الدين محمد بن غانم شيخ الحرم وتوجه إلى الديار المصرية لاخراج توقيع شريف على حكم النزول فأجيب إلى ذلك وكتب له التوقيع الشريف وحضر من القاهرة المحروسة وباشرها وهي مستمرة بيده إلى يومنا.