الصوفية وفي هذه البقعة وغيرها أيضا قصور مبنية بالبناء المحكم وملاكها في كل سنة يقيمون بها في زمن الصيف مدة أشهر إقامة استيطان وينفقون أموالا كثيرة ولم يكن في الزمن السالف ببيت المقدس من شجر النخل إلا نخلة واحدة ويقال إنها هي المذكورة في القرآن العظيم في شأن مريم ﵍ وهي منحنية قال القرطبي ويقال إنها غرست منذ الف سنة وزيادة.
وأما في عصرنا فكان في المسجد الأقصى ثلاث نخلات منها واحدة كانت عند المسطبة التي إلى جانب سبيل السلطان غربي الصخرة زالت بعد الثمانين والثمانمائة واثنتان باقيتان إلى اليوم إحداهما عند باب الرحمة والثانية قبلي صحن الصخرة تعرف بنخلة النبي ﷺ قيل أنه رؤي عندها والله أعلم.
[دير أبي ثور]
وإلى جانب البقعة من جهة الشمال قرية تعرف بدير أبي ثور وهي قرية صغيرة بها دير من بناء الروم يعرف قديما بدير مارقوص ثم عرف بدير أبي ثور نسبة للشيخ أحمد الشهير بأبي ثور وكان صالحا وقد وقف الدير عليه وعلى ذريته الملك العزيز أبو الفتح عثمان بن الملك صلاح الدين في سنة أربع وتسعين وخمسمائة ولما توفي الشيخ أحمد أبو ثور دفن بها وقبره موصوف يزار ويتبركون به وله قرية معروفون وبعضهم مقيم بالقرية المذكورة وهي قريبة من باب المدينة المعروف الآن بباب الخليل.
ويأتي ذكر الشيخ أحمد أبي ثور وسبب تسميته بذلك في ترجمته بين الأعيان إن شاء الله تعالى.
(طور زيتا)
وهو الجبل الشرقي عند بيت المقدس وهو جبل عظيم مشرف على المسجد الأقصى.