للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صغير السن فنشأ عند أخواله بني شداد ونسب إليهم وكان شداد جده لأمه وكان يكنى أولا أبا العز ثم غير كنيته وجعلها أبا المحاسن وتفقه وحصل وتفنن وكان إماما فاضلا وجيها في الدنيا وكان يشبه بالقاضي أبي يوسف في زمانه من نفاذ الكلمة وسعة المال.

وحج إلى بيت الله الحرام سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وهي السنة التي فتح الله فيها بيت المقدس وزار القدس والخليل بعد الحج وزيارة النبي واتصل بخدمة الملك صلاح الدين في مستهل جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة وحظي عنده وولاه قضاء العسكر وبيت المقدس والنظر على أوقافه - كما تقدم ذكره - وتوجه رسولا منه إلى الخليفة ببغداد وفوض إليه تدريس المدرسة الصلاحية وجعل النظر فيها وفي أوقافها إليه ونص على ذلك في كتاب وقفه وقال فيه رضاء بأمانته واعتقادا في كفايته واعتمادا على ديانته.

وتقدم أن تاريخ كتاب وقفها في ثالث عشر شهر رجب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وصنف ابن شداد للسلطان كتابا في فضل الجهاد.

ولما توفي السلطان رحل من القدس بعد مدة واتصل بولده الملك الظاهر غياث الدين أبي الفتح غازي صاحب حلب وولاه قضاء حلب والنظر على أوقافها وعظم شأن الفقهاء في زمانه لعظم قدره وارتفاع منزلته وكان ذا صلاح وعبادة واجتمعت الألسن على مدحه والثناء عليه وهو شيخ القاضي شمس الدين ابن خلكان صاحب التاريخ وقد أطنب في ترجمته في وفيات الأعيان.

توفي بحلب في نهار الأربعاء رابع عشر صفر سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بعد ان ظهر عليه أثر الهرم ومن تصانيفه دلائل الأحكام على النبيه في مجلدين وكتاب الموجز الباهر في الفقه وكتاب ملجأ الحكام في الأقضية في مجلدين وسيرة الملك صلاح الدين أجاد فيها وأفاد .

شيخ الإسلام مجد الدين طاهر بن نصر الله بن جهبل - بفتح الجيم والباء