إنك أنت السميع العليم) وكان وقوف إبراهيم علي حجر وهو يبني وذلك الموضع هو مقام إبراهيم.
واستمر البيت على ما بناه إبراهيم إلى أن هدمته قريش سنة خمس وثلاثين من مولد رسول الله ﷺ وبنوه وكان بناء الكعبة بعد مضي مائة سنة من مولد إبراهيم ﵇ فيكون بالتقريب بين بناء الكعبة وبين الهجرة الشريفة ألفان وسبعمائة وثلاث وتسعون سنة وقد مضى من الهجرة الشريفة إلى عصرنا هذا تسعمائة سنة كاملة فيكون الماضي من بناء إبراهيم الخليل الكعبة الشريفة إلى آخر تسعمائة سنة من الهجرة النبوية ثلاثة آلاف وستمائة وثلاث وتسعين سنة والله أعلم.
وسيأتي ذكر ما وقع في الكعبة الشريفة من الهدم والبناء في السيرة الشريفة المحمدية وفي ذكر بناء عبد الملك بن مروان لمسجد بيت المقدس إن شاء الله تعالى.
[ذكر قصة الذبيح]
ثم أمر الله إبراهيم ﵇ أن يذبح ولده وفداه الله تعالى بكبش وقد اختلف في الذبيح هل هو إسحاق أم إسماعيل فالكنعانيون يقولون إنه إسحاق وهو قول علي وابن مسعود وكعب ومقاتل وقتادة وعكرمة والسدي.
وقال ابن عباس ﵄ هو إسماعيل وهو قول سعيد بن المسيب والشعبي والحسن ومجاهد وكلا القولين يروى عن رسول الله ﷺ فمن قال إن الذبيح إسحاق فقد احتج بقوله ﷿(فبشرناه بغلام حليم) فلما بلغ معه السعي أمره بذبح من بشر به وليس في القران انه بشر بولد غير إسحاق.
ومن قال إن الذبيح إسماعيل احتج له بما قيل إن ذكر البشرى بإسحاق بعد الفراغ من قصة المذبوح فقال تعالى (وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين) فدل على أن المذبوح غيره.