للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما قصة الذبيح فقال البغوي قال السدي لما دعا إبراهيم وقال (رب هب لي من الصالحين) وبشر به فقال هو إذاً ذبيح فلما ولد وبلغ معه السعي قال له أوف بنذرك هذا هو السبب في أمر الله تعالى إياه بذبح ابنه فعند ذلك قال لابنه انطلق بنا لنقرب قرباناً لله ﷿ فأخذ سكيناً وحبلاً وانطلق معه حتى ذهب بين الجبال فقال له الغلام يا أبت أين قربانك فقال (يا بني إني آري في المنام إني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر فلما أسلما - أي انقادا لأمر الله تعالى وخضعا وتله للجبين) أي صرعه على الأرض فقال له ابنه الذي أراد ذبحه يا أبت اشدد رباطي حتى لا اضطرب واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي شي فينقص أجري وتراه أمي فتحزن علي واستحد شفرتك وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون علي فان الموت شديد وإذا أتيت أمي فاقرئ مني وان رأيت أن ترد قميصي على أمي فعسى أنه يكون اسلاء لها عني فقال له إبراهيم نعم العون أنت يا بني على أمر الله تعالى.

قال ففعل إبراهيم ما أمره الغلام وقبله بين عينيه وقد ربطه وهو يبكي ثم وضع السكين على حلقه وجعل يجرها على حلقه فلا تقطع فقال الابن عند ذلك يا أبت كبني على وجهي فإنك إذا نظرت إلى وجهي رحمتني وأدركتك الرأفة فتحول بيني وبينك وبين أمر الله تعالى وأنا لا انظر الشفرة فأجزع ففعل إبراهيم ذلك ثم وضع السكين على قفاه فانقلبت ونودي يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فنظر إبراهيم فإذا هو بجبريل ومعه كبش أملح أقرن وقال هذا فداء ابنك فاذبحه دونه فكبر جبريل وكبر الكبش وكبر إبراهيم وكبر ابنه فأخذ إبراهيم الكبش وأتى به المنحز من منى فذبحه وكان ذلك الذبيح كبشاً رعى في الجنة أربعين خريفاً.

قال القرطبي سئل عمر بن عبد العزيز رجلا كان من علماء اليهود اسلم وحسن إسلامه أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل.