قلت والذي يظهر أن المراد بتلك الأسواق الثلاثة الموجودة الآن وان تلك الأوصاف القديمة ذهبت واستجد مكانها البنيان الموجود في عصرنا والله أعلم.
وفي القدس الشريف عدة من الكنائس والديارات من زمن الروم نحو عشرين مكانا وعمدة النصارى منها كنيسة قمامة فإنها عندهم بمكان عظيم وبناؤها في غاية الاحكام والاتقان ويقصدونها في كل سنة في عدة أوقات من بلاد الروم والإفرنج ومن بلاد الأرمن ومن الديار المصرية والمملكة الشامية وسائر الأقطار ويسمونها القيامة ويزعمون ان حجهم إليها وقد تقدم ذكر طرف من اخبارها وما وقع فيها من الهدم والبناء قبل استيلاء الإفرنج على بيت المقدس.
ويليها كنيسة صهيون المختصة بالإفرنج وهي في آخر مدينة القدس من جهة القبلة.
ثم كنيسة مار يعقوب وتعرف بدير الأرمن وهي بالقرب من صهيون.
وكنيسة المصلبية المختصة بطائفة الكرج وهي ظاهر القدس الشريف من جهة الغرب فهذه الأربع كنائس وهي عمدة النصارى والنهاية عندهم كنيسة قمامة وكانت كنيسة المصلبية قد أخذت من النصارى في دولة الملك الناصر محمد ابن قلاوون وجعل فيها مسجدا فلما كان في سنة خمس وسبعمائة وصلت رسالة من جهة ملك الكرج ورسل من جهة صاحب قسطنطينية إلى نائب الملك الناصر المشار إليه وسألوا في إعادة الكنيسة لهم فلما توصلوا وتشفعوا في ذلك أعيدت لهم وسلمت إلى رسلهم.
ولو شرعنا نذكر ما في بيت المقدس من الابنية والأماكن لطال الكلام وخرجنا عن حد الاختصار وفيما ذكرناه كفاية فان كل من صنف في فضائل بيت المقدس وفتحه لم يتعرض لشيء من ذلك والله أعلم.
وأما ما في القدس الشريف من الحارات المشهورة فمنها حارة المغاربة