صاحب ديوان الانشاء بعزله فتوجه من القدس الشريف إلى القاهرة وأقام بها أياما ثم توجه إلى الحجاز الشريف وسافر إلى بلاد جازان فتوفي بها في شوال سنة خمس وتسعين وثمانمائة.
وكانت ولايته قضاء القدس بعد شغوره عن القاضي علاء الدين بن المزوار نحو سبع سنين فان القاضي علاء الدين توجه من القدس في سنة اثنتين وثمانين وأقام بالقاهرة وهو باق على الولاية إلى حين وفاته في سنة خمس وثمانين ولم يستخلف أحدا عنه في الحكم ثم استمرت الوظيفة على الشغور نحو أربع سنين بعد وفاته إلى أن استقر بها القاضي شرف الدين في التاريخ المتقدم ذكره.
السيد الشريف شرف الدين عيسى بن عمر الحسيني المغربي الشحيني المالكي قدم من بلاده إلى القدس الشريف وأقام بها مدة طويلة وكان يحفظ القرآن وله مشاركة في فقه المالكية ولي مشيخة المغاربة بالقدس الشريف فحصل له ضعف في بدنه وتوجه من القدس إلى جهة حلب فتوفي في سنة سبع وتسعين وثمانمائة.
وتوفي في هذه السنة القاضي تقي الدين أبو بكر بن القاضي ناصر الدين محمد بن العلم المالكي المشهور والده بعرق وتقدم ذكره مع فقهاء الحنفية وكان القاضي تقي الدين أولا حنفي المذهب كأبيه ثم انتقل إلى مذهب الإمام مالك ﵁ وولي قضاء المالكية بالرملة في سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة واستمر إلى سنة خمس وسبعين وتوجه إلى القاهرة للسعي في قضاء القدس فلم يتيسر له ذلك فأقام هناك مدة وعاد إلى القدس بعد وفاة والده في شهور سنة ثمان وسبعين وكان يحترف بالشهادة.
ثم استخلفه القاضي شمس الدين بن مأرب العزيز في الحكم بالقدس حين توجه إلى وطنه بغزة من أوائل شوال سنة خمس وتسعين إلى أن قدم إلى القدس في مستهل ربيع الأول سنة ست وتسعين ولم يقدر له ولاية بعد ذلك توفي