ومحمد بن كرام المتكلم التي تنسب إليه الفرقة الكرامية الذي ينسب إليهم تجويز وضع الأحاديث للترغيب والترهيب وكرام - بفتح الكاف وتشديد الراء - على وزن جمال أبو عبد الله السجستاني العابد ومنهم من يقول محمد بن كرام - بكسر الكاف وتخفيف الراء - روى عن جماعة وكان حبسه طاهر بن عبد الله فلما أطلقه ذهب إلى ثغور الشام ثم عاد إلى نيسابور فحبسه محمد بن طاهر بن عبد الله فطال حبسه وكان يتأهب لصلاة الجمعة فيمنعه السجان فيقول اللهم إنك تعلم إن المنع من غيري أقام ببيت المقدس وكان يجلس للوعظ عند العمود الذي عند مهد عيسى واجتمع عليه خلق كثير ثم تبين لهم إنه يقول إن الأيمان قول فتركه أهل بيت المقدس توفي ببيت المقدس ليلا ودفن بباب أريحا عند قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وله ببيت المقدس نحو عشرين سنة وكانت وفاته في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين.
قلت والباب المعروف بباب أريحا قد اندرس لطول المد واستيلاء الإفرنج ولم يبق له أثر والظاهر إنه كان عند انتهاء البناء الذي كان متصلا بطور زيتا وكذلك قبور الأنبياء لا يعلم مكانها لطول المدة واستيلاء الافرنج على الأرض المقدسة.
وصالح بن يوسف ابو شعيب المقنع الواسطي الأصل يقال: انه حج تسعين حجة راجلا في كل حجة يحرم من صخرة بيت المقدس، وكان يدخل بادية تبوك على التجريد والتوكل توفي بمدينة الرملة سنة اثنتين وثمانين ومائتين حكى إنه يستشفي بقبره ويستجاب الدعاء عنده.
قلت ولم يعلم الآن قبره لطول الزمان واستيلاء الإفرنج على تلك الأراضي مدة طويلة رحمه الله تعالى.
وبكر بن سهل الدمياطي المحدث قدم إلى بيت المقدس فجمعوا له ألف دينار حتى روى لهم التفسير توفي في ربيع الأول سنة تسع وثمانين ومائتين