للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أعظم الحارات وأكبرها حارة باب حطة وهذه الحارات محيطة بالمسجد من جهة الغرب والشمال - كما تقدم ذكره - وأما من جهة القبلة والشوق من المسجد فهما مشرفان على البرية - كما تقدم القول في ذلك -.

(القلعة)

وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب - وقد تقدم ذكره - وكان قديما يعرف بمحراب داود وكان سكنه بها ويقال ان بناء القلعة كان متصلا إلى دير صهيون وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود وهو من البناء القديم السليماني.

وروى المشرف بسنده ان رسول الله لما ظهر على بيت المقدس ليلة أسرى به فإذا عن يمين المسجد وعن يساره نوران ساطعان فقال يا جبريل ما هذان النوران؟ فقال أما هذا الذي عن يمنيك فإنه محراب أخيك داود وأما هذا الذي عن يسارك فعلي قبر أختك مريم.

وقد جدد الروم والإفرنج عمارة بقية القلعة غير برج داود حين استيلائهم على بيت المقدس وللقلعة نائب غير نائب القدس وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.

وقد تلاشت أحوالها في عصرنا وتشعثت وبطل منها دق الطبلخانة وصار نائبها كآحاد الناس لتلاشي الأحوال وعدم إقامة النظام وتقدم ان الوالي بالقدس الشريف كان قديما ينزل بالقلعة المذكورة.

وأما بناء بيت المقدس فهو في غاية الإحكام والاتقان جميعه بالأحجار البيض النحت وسقفه معقود وليس في بنائه لبن ولا في سقفه خشب وقد ذكر المسافرون انه لم يكن في جميع المملكة أتقن عمارة ولا أحسن رؤية من بناء بيت المقدس وفي معناه بناء بلد سيدنا الخليل لكن بناء القدس أمكن