وله مثل ذلك أخبار كثيرة عفا الله عنه واستمر على القضاء بالقدس إلى أن توفي في سنة أربع وخمسين وثمانمائة.
وممن ولي قضاء المالكية بالقدس الشريف القاضي برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن زين الدين أبي المعالي منصور التلمساني المالكي وكان متوليا في سنة ثمان وخمسين وثمانمائة.
ومنهم السيد الشريف القاضي كمال الدين محمد بن الشيخ أبي الصفا إبراهيم ابن أبي الوفا كان على مذهب الإمام أبي حنيفة ﵁ ثم انتقل إلى مذهب الإمام مالك وولي القضاء بالقدس الشريف وكان متوليا في سنة ست وستين وثمانمائة ثم عزل وانتقل إلى مذهبه الأول وناب في الحكم بالديار المصرية عن قاضي القضاة محب الدين بن الشحنة الحنفي مدة ولايته ثم بعد عزل ابن الشحنة من القضاء استمر هو معزولا من النيابة وهو حي يرزق إلى يومنا هذا.
ومنهم القاضي شمس الدين محمد بن أحمد بن شداد الشافعي المالكي كان من فقهاء الشافعية وباشر الحكم نيابة عن قاضي القضاة الشيخ برهان الدين بن جماعة الشافعي ثم انتقل إلى مذهب الإمام مالك وولي القضاء بالقدس الشريف في حدود السبعين والثمانمائة أو بعدها بيسير ودخل إلى القدس الشريف فلم يقم إلا مدة يسيرة نحو شهر أو دون ذلك فتعصب جماعة من المالكية والمغاربة وغيرهم في أمره وشنعوا عليه وأشيع عزله فتوجه إلى القاهرة وأقام أياما يسيرة وتوفي بها وأظن أن وفاته في سنة إحدى وسبعين وثمانمائة والله أعلم.
الشيخ شمس الدين محمد بن علي المغربي المالكي المشهور بالفلاح وكان يكتب له في ترجمته المطغر - بطاء مهملة ثم غين معجمة مفتوحة - كان ينسب هكذا واشتهر بالقدس الشرف بالفلاح لأنه كان أول قدومه يقيم بالقرى ويلبس لباس الفلاحين فسمي بالقلاح كان من أهل العلم وباشر الحكم بالقدس الشريف نيابة عن القاضي شمس الدين المغراوي وتوفي سنة ست وسبعين وثمانمائة.