للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعره:

خف إذا أصبحت ترجو … وارج إن أصبحت خائف

كم أتى الدهر بعسر … فيه لله لطائف

شيخ الاسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان ابن الإمام البارع صلاح الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن موسى بن أبي النصر النصري - بالنون والصاد المهملة - نسبة إلى جده أبي النصر الشهرزوري الأصل الموصلي المربي الدمشقي الدار والوفاة المشهور بابن الصلاح ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة بشهرزور وسمع الكثير من الخلائق ولي التدريس بالصلاحية فلما خرب المعظم أسوار بيت المقدس قدم دمشق وكان العمدة في زمانه على فتاويه.

وكان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وكان من الدين والعلم على قدم حسن واجهد نفسه في الطاعة والعبادة وكان عديم النظير في زمانه حسن الاعتقاد على مذهب السلف يرى الكف عن التأويل ويؤمن بما جاء من عند الله ورسوله على مرادهما ولا يخوض ولا يتعمق وكان كثير العبادة كبير الهيبة يتأدب معه السلطان فمن دونه.

ومن تصانيفه مشكل الوسيط في مجلد كبير نكت على مواضع متفرقة وأكثرها في الربع الأول وكتاب الفتاوى كثير الفائدة وعلوم الحديث وكتاب أدب المفتي والمستفتي ونكت على المهذب وفوائد الرحلة وهي أجزاء كثيرة مشتملة على فوائد غريبة من أنواع العلوم نقلها في رحلته إلى خراسان عن كتب غريبة وطبقات الفقهاء الشافعية واختصره النووي واستدرك عليه وأهملا فيه خلائق من المشهورين فإنهما كانا يتبعان التراجم الغريبة وأما المشهورة فالحاقها فاخترمتهما المنية قبل اكمال الكتاب وشرح قطعة من صحيح مسلم اعتمدها النووي في شرحه وله مصنفات على مسائل مفردة.

توفي بدمشق في حصار الخوارزمية في ربيع الآخر سنة ثلاث