خليل بن قلاوون تغمده الله برحمته وكان ابتداء تغلبهم على مملكة الشام وتسلطهم على بلاد الاسلام من سنة تسعين وأربعمائة - كما تقدم - واستمر إلى هذا التاريخ فكانت مدتهم جملتها مائتا سنة كاملة لعنة الله عليهم ثم فتح قلعة الروم في سنة إحدى وتسعين وستمائة.
وقتل الملك الأِشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون رحمه الله تعالى في ثامن عشر المحرم سنة ثلاث وتسعين وستمائة بظاهر القاهرة قتله جماعة من مماليك والده والأمراء ثم حمل إلى القاهرة ودفن بها في تربته وانتقم الله من قاتله عاجلا وآجلا فأمسكوا وقتل بعضهم عاجلا وأحرقت جثته وبعضهم حبس ثم قطعت أيديهم وأرجلهم وصلبوا على الجمال وطيف بهم وأيديهم معلقة في أعناقهم جزاء بما كسبوا وشنق بعضهم فسبحان المنتقم بعدله.
وتسلطن بعده الملك القاهر بيدرا يوما واحدا وقتل.
وولي بعده الملك الناصر محمد بن قلاوون سلطنته الأولى ثم خلع.
ثم ولي بعده السلطان الملك العادل كتبغا
هو زين الدين كتبغا المنصوري واستقر في السلطنة في يوم الأربعاء تاسع المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة وكان الخليفة الحاكم بأمر الله أبا العباس أحمد العباسي.
وفي أيامه جدد عمل فصوص الصخرة الشريفة وجدد عمارة السور الشرقي المطل على مقبرة باب الرحمة في شهور سنة خمس وتسعين وستمائة وخلع من السلطنة في المحرم سنة ست وتسعين وستمائة وهو بأرض الشام عند نهر العوجا وكانت مدته نحو سنتين وأعطاه حسام الدين لاجين الذي تسلطن بعده صرخد فسار إليها واستقر فيها.
ثم في سلطنة الناصر محمد بن قلاوون استقر في نيابة حماه في سنة تسع وتسعين وستمائة وتوفي بها في ليلة الجمعة عاشر ذي الحجة سنة اثنتين وسبعمائة.
ولما خلع العادل كتبغا ولي بعده السلطان الملك المنصور لاجين هو