حسام الدين لاجين المنصوري استقر في السلطنة بعد خلع العادل كتبغا وهو بدهليزه على نهر العوجا ثم سار إلى الديار المصرية وكان الخليفة الحاكم بأمر الله - المتقدم ذكره - وفي أيامه جددت عمارة محراب داود الذي بالسور القبلي عند مهد عيسى ﵊ بالمسجد الأقصى الشريف وفتح عدة بلاد منها سيس وغيرها من بلاد الأرمن.
وقتل في ليلة الجمعة الحادي عشر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وستمائة وثب عليه جماعة من المماليك الصبيان فقتلوه وهو يلعب بالشطرنج وكانت مدة ملكه سنتين وثلاثة أشهر.
ثم ولي بعده الملك الناصر محمد بن قلاوون سلطنته الثانية ثم خلع.
وولي بعده الملك المظفر بيبرس الجاشنكير ثم خلع.
وولي بعده السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وهو ناصر الدين أبو الفتح محمد بن الملك المنصور قلاوون مولده في سنة أربع وثمانين وستمائة استقر في السلطنة ثلاث مرات الأولى في العشر الأوسط من المحرم سنة ثلاث وتسعين وستمائة وعمره نحو تسع سنين وكان الخليفة الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد فأقام سنة وخلع وتسلطن بعده العادل كتبغا ثم المنصور لاجين - المتقدم ذكرهما - ثم تسلطن ثانيا في يوم السبت رابع عشر جمادي الأولى سنة ثمان وتسعين وستمائة والخليفة الحاكم بأمر الله - المتقدم ذكره - وأقام عشر سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام ثم نزل عن السلطنة باختياره وتوجه إلى الكرك.
وتسلطن بعده الملك المظفر بيبرس الجاشنكير - المتقدم ذكره - وأقام أحد عشر شهراً وخلع.
وأعيد بعده إلى السلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون وهي سلطنته الثالثة التي ثبت قدمه فيها وصفا له الوقت وجلس على سرير الملك بعد العصر من نهار الأربعاء مستهل شوال سنة تسع وسبعمائة وكان الخليفة المستكفي بالله أمير المؤمنين أبو الربيع