ومن جملة ما عمره السلطان حين عمرة المدرسة لسبيل المقابل لها بداخل المسجد فوق البئر المقابل لدرج الصخرة الغربي وكان قديما على البئر المذكور قبة مبنية بالأحجار كغيره من الآبار الموجودة بالمسجد فأزيلت تلك القبة وبني السبيل المستجد وفرش أرضه بالرخام وصار في هيئة لطيفة وكذلك الفسقية التي بالقرب منه قبلي المسطبة المجاورة للسبيل والفسقية التي هي بين باب السلسلة وباب السكينة وكان قديما مكانها حوانيت ويقابلها من جهة القبلة حوانيت أخر فأزيلت الحوانيت من الجانبين وعمرت الفسقية المذكورة والتي بداخل المسجد فافنتفع الناس بهما في تيسير الوضوء ولم يقع لنا في هذه السنة ما يصلح أن يؤرخ غير ذلك وبالله التوفيق.
ثم دخلت سنة ثمان وثمانين وثمانمائة وفيها استقر الأمير جانم الأشرفي في نيابة القدس الشريف وحضر متسلمه خضر بك الذي ولي النيابة فيما بعد في يوم الجمعة ثالث عشر المحرم وتسحب أحمد بن مبارك شاه - المنفصل - وضبط موجوده.
وفي يوم السبت رابع عشر المحرم توجه قاضي القضاة محيي الدين بن جبريل الشافعي إلى القاهرة بمطالبة القاضي زين الدين بن مزهر كاتب السر الشريف وردت عليه بالحضور وأن يكون طيب القلب منشرح الصدر والسبب في طلبه انه سمى عليه القاضي بدر الدين بن الحمامي فتوقف الأمر على طلبه فتوجه إلى القاهرة فقبض عليه الأمير اقبردى الدوادار الكبير ووضعه في الترسيم.
وفيها ورد المرسوم الشريف إلى الأمير قانصوه اليحياوي بعمارة قناة العروب وعمارة بكرة المرجيع وجهز له من الخزائن الشريفة خمسة آلاف دينار منها ألف دينار نفقة للأمير قانصوه وأربعة آلاف دينار للعمارة فتوجه في عاشر صفر للعمارة وصحبته مائتا فاعل ونصب مخيمه وشرع في العمارة إلى أن أكملها وتوجه إليه أعيان بيت المقدس وأكابرها وكل من توجه إليه يصحب معه شيئا من أنواع المأكول كالعسل والسمن والغنم وغير ذلك.
وفيها استقر القاضي بدر الدين أبو البركات حسن بن علي الحمامي الرملي