قبر داود ﵇ من أيدي النصارى فهدم البناء المستجد بصهيون وأخرج قبر داود من أيدي النصارى ونبشت عظام الرهبان المدفونين بالقرب من قبر السيد داود ﵊ وكان ذلك في يوم الاثنين ثاني عشر جمادي الآخرة سنة ست وخمسين وثمانمائة وكان يوما مشهودا.
وفي تلك السنة وقع البطش في النصارى وأخرج المسجد من دير السريان وسلم للشيخ محمد المشمر وصار زاوية وهدم البناء المستجد ببيت لحم وبالقمامة وقلع الدرابزين الخشب المستجد بالقمامة وأخذ إلى المسجد الأقصى بالتكبير والتهليل وكشف جميع الديورة وهدم جميع ما استجد بها وكان ذلك في أواخر عمر السلطان فختم الله أعماله بالصالحات وإزالة المنكرات وسنذكر ما وقع في أمر قبر داود ﵊ وصهيون في عصرنا فيما بعد في ترجمة الملك الأشرف قايتباي في حوادث سنة خمس وتسعين وثمانمائة إن شاء الله تعالى.
وتوفي الملك الظاهر في ليلة يسفر صباحها عن يوم الثلاثاء الثالث من صفر سنة سبع وخمسين وثمانمائة وصلي عليه بالمسجد الأقصى صلاة الغائب في يوم الجمعة حادي عشر صفر وتوفي بعد أن خلع نفسه من الملك وعهد إلى ولده الملك المنصور أبي السعادات عثمان واستقر بعده في الملك ثم خلع.
وولي بعده السلطان الملك الأشرف أينال وهو أبو النصر أينال الناصري نسبته إلى الناصر فرج بن برقوق واستقر في السلطنة في يوم الاثنين ثامن ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة وكان الخليفة أمير المؤمنين القائم بأمر الله أبو البقاء حمزة.
وولي نظر الحرمين الشريفين في السنة المذكورة الأمير عبد العزيز العراقي المشهور بابن المعلاق فحصل للأوقاف والمستحقين ما لم يحصل لهم قبل ذلك من العمارة وصرف المعاليم كاملة من غير قطع ولا محاصصة وأقام نظام السماط الكريم الخليلي.
ومن حسنات الملك الأشرف أينال المصحف الشريف الذي وضعه بالمسجد