قاضي القضاة شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص عمر بن موسى بن محمد الحمصي المخزومي الشافعي مولده تقريبا في مبادئ سنة سبع وسبعين وسبعمائة وقد رأيت في طبقات الحديث مولده في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بمدية حمص سمع الحافظ ابن الجزري وأجازه الجلال البلقيني والحافظ بن حجر وكان رجلا زكيا فصيحا ولي قضاء دمشق وغيرها ثم ولي تدريس الصلاحية عوضا عن الشيخ جمال الدين ابن جماعة في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ثم عزل وأعيد الشيخ جمال الدين وولي الحمصي تدريس الشفعي ثم عزل بالشيخ شرف الدين يحيى المناوي قاضي القضاة لما ولي هو دمشق.
ثم عزل وقدم بيت المقدس وأقام به إلى أن توفي نهار الثلاثاء ثاني عشي صفر سنة إحدى وستين وثمانمائة ودفن بباب الرحمة بقرب سيدي شداد بن أوس الصحابي رحمها الله تعالى.
قاضي القضاة وشيخ الاسلام أحد الأئمة العلام جمال الدين أبو محمد عبد الله ابن الإمام العلامة نجم الدين أبي عبد الله محمد بن الخطيب زين الدين عبد الرحمان ابن إبراهيم بن عبد الرحمان بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الكناني الشافعي من ولد مالك بن كنانة مولده ببيت المقدس في ذي القعدة سنة ثمانين وسبعمائة نشأ في عفة وصيانة وانقطع عن الناس واشتغل في العلوم على الشيخ شمس الدين القرقشندي وغيره ورحل إلى القاهرة وأخذ عن مشايخها ومن أجل شيوخه شيخ الاسلام سراج الدين البلقيني أخذ عنه العلم وأذن له في الافتاء والتدريس ولازم الاشتغال ودرس وأفتى فصارت الفتاوى تأتي إليه من ضواحي القدس وبلاد الصلت وعلجون والكرك وصار مشارا إليه لعفته وديانته لم تضبط له صبوة قليل الكلام في المجالس.
باشر الخطابة بالمسجد الأقصى الشريف في سنة تسع وثمانمائة ثم سعى عليه الشيخ زين الدين عبد الرحمن القرقشندي فأشرك بينهما ثم ولي قضاء الشافعية