وجوهها عند باب ضريحه وله كلام عال على لسان أهل الدقائق وكرامات مشهورة.
توفي في سنة خمسين وستمائة ودفن بزاويته بوادي النسور ظاهر القدس الشريف من جهة الغرب ومسافته عن بيت المقدس نحو ثلث بريد وهو مقصود بالزيارة نفع الله به.
وأما ولده السيد محمد فإنه كان من ذوي المجاهدات والأحوال والإشارات والعزم السديد في العبادات ومعانقة الطاعات تخرج به جمع كثير وظهرت له أحوال خارقة توفي في سنة ثلاث وستين وستمائة.
وأما ولد السيد محمد المشار إليه هو السيد عبد الحافظ كان من أجلاء العارفين المتصرفين الأخيار العلماء بأمور الدين المتوجهين إلى الله تعالى المتوكلين عليه تخرج به جماعة وانتهت إليه رياسة أهل هذه الطريقة في زمانه وكان أول أمره ارتحل من وادي النسور حين ضاقت منازلها بذرية السيد بدر إيثارا لهم واعرض عن الذي يتحصل منها وأقام بقرية شفرات ظاهر القدس الشريف وهي المشهورة في عصرنا بشرفات وحقيقة ذلك أن الأول هو اسم هذه القرية وإنما أطلق الاسم الثاني عليها من حين مصيرها إلى السادة الأشراف أولاد السيد أبي الوفا اشتقاقا من سكانها الشرفا.
توفي السيد عبد الحافظ في سنة ست وتسعين وستمائة.
وأما ولده السيد داود فكان من الأولياء أصحاب الكرامات ومن كراماته أن قرية شرفات المذكورة كان بها قليل نصارى يزرعون ارضها وليس فيها مسلم غيره وغير اتباعه وعياله وكان يتستر بالعبادات حتى أظهره الله تعالى وكان أول أسباب ظهوره ان النصارى بالقرية المذكورة كانوا يعصرون الخمور ويبيعونها للفساق من المسلمين وغيرهم فشق ذلك على السيد داود فتوجه فيهم إلى الله تعالى فكانوا بعدها لا يعصرون الخمر إلا انقلبت خلا وقيل ماء فقال النصارى هذا ساحر وارتحلوا فشق ذلك على مقطعها فبلغ السيد داود ذلك