للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال فالتفتنا فلم نرى أحداً وترجمة الشافعي ترجمة عظيمة وكان أتي إلى قبره بالقرافة كل عشية جمعة ويستمر حتى يقرأ على قبره ختماً كاملاً ستمر أهل مصر يفعلون ذلك بقبره في عشية كل جمعه إلى يومنا هذا ويختلفون لك ولهم فيه اعتقاد عظيم وله شهرة ظاهرة وأحوال بارزة نفعنا الله به.

ووكيع بن الجراح بن مليح أبو سفيان الرواسي مولده سنة تسع وعشرين مائة وكان من أعلام وهو من الرواة عن الإمام أحمد بن حنبلة روى عنه الإمام أحمد أيضاً وقال عنه ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ.

قدم بيت المقدس وأحرم منه إلى مكة وتوفي يوم عاشوراء ودفن راجعاً ممن الحج سنة تسع - قيل سنة ثمان وتسعين ومائة.

الإمام الأعظم والحبر الأكرم محمد بن إدريس الشافعي المطلبي أحد الأئمة المجتهدين الأعلام وإمام أهل السن ركن الإسلام ولد بغزة من بلاد الشام على الأصح سنة خمسين ومائة وهي التي توفي فيها الإمام الأعظم أبو حنيفة وقيل في اليوم الذي مات فيه.

خرج كتاب الأم وكتاب السنن وأشياء كثيرة كلها في أربع سنين قدم المقدس فصلى فيه وقال سلوني عما شئتم أخبركم من كتاب الله وسعة رسول الله فقيل له ما تقول في محرم قتل زنبوراً؟ فقال قال الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وحدثنا ابن عيينة بن عبد الملك بن عمير عن حذيفة قال قال رسول الله من بعدي بأبي بكر وعمر حدثنا ابن عيينة عن مسعود عن قيس بن مسلم بن طارق بن شهاب أن عمر أمر المحرم بقتل الزنبور.

وتوفي الإمام الشافعي بمصر يوم الجمعة ودفن من يومه بعد العصر آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين بالقرافة الصغرى وقبره مشهور يزار معنا الله به.