ثم قدم بيت المقدس فلزم الشيخ شهاب الدين بن أرسلان واشتغل عليه في الحاوي وجد وحصل وشارك في العلوم وتميز وصار من أعيان العلماء وكان ذكيا حسن النظم والنثر يكتب الخط المليح وعنده تودد وحلاوة لسان وهو دين خير له مؤلفات مفيدة في النحو والصرف وغير ذلك. توفي في ليلة يسفر صباحها عن نهار الثلاثاء عاشر جمادي الآخرة سنة تسع وخمسين وثمانمائة ودفن بباب الرحمة إلى جانب والده ووفاة والده في سنة خمس وخمسين وثمانمائة.
وترك الشيخ أبو اللطف ولدين أحدهما الشيخ العلامة علاء الدين أبو الفضل علي توفي والده وهو صغير فنشأ بعده واشتغل على علماء بيت المقدس منهم الشيخ أبو مساعد وغيره ورحل إلى الديار المصرية وأخذ عن علمائها وفضل وتميز وصار من الأعيان ولما توفي شيخ الاسلام كمال الدين بن أبي شريف مدرس المدرسة الصلاحية قرره من المعيدين بها ثم استوطن دمشق المحروسة وصار من أعيان الفقهاء بها وهو حي يرزق.
والثاني الشيخ العلامة سيف الدين القرقشندي توفي والده وهو حمل فنشأ بعده واشتغل بالعلم الشريف على علماء بيت المقدس منهم شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف وغيره ثم رحل إلى الديار المصرية وأخذ عن علمائها منهم الشيخ شمس الدين الجوجري وغيره وسمع الحديث وقرأه وصار من أعيان العلماء الأخيار الموصوفين بالعلم والدين والتواضع وعنده تودد ولين جانب وسخاء نفس وإكرام لمن يرد عليه لا يحب الفخر ولا الخيلاء والناس سالمون من يده ولسانه وقد أذن له العلماء بالديار المصرية وغيرها بالافتاء والتدريس مدة طويلة والناس مجمعون على محبته لعلمه ودينه وهو ممن أحبه الله عامله الله بلطفه الخفي ونفعنا الله بعلومه.
الشيخ العالم المسلك السيد الشريف الحسيب النسيب تقي الدين أبو بكر بن الشيخ تاج الدين أبي الوفا محمد بن الشيخ علاء الدين علي بن أبي الوفا الحسيني