ثم سعى ابن الهائم جهده حتى أشركوا بينهما في سنة أربعة عشر وولي الأمير نوروز نائب الشام الاثنين.
وجمع ابن الهائم في الفرائض والحساب تصانيف وله العجالة في استحقاق الفقهاء أيام البطالة وكان قد نشأ له ولد نجيب اسمه محب الدين كان نادرة الدهر فتوفي قبله في شهر رمضان سنة ثمانمائة فصر واحتسب وكانت له محاسن كثيرة وعنده ديانة متينة وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولكلامه وقع في القلوب.
توفي بالقدس الشريف في شهر رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة ودفن بما ملا وقبره مشهور رحمه الله تعالى.
قاضي القضاة شيخ الاسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عطاء الله بن محمد الرازي الأصل من ذرية الفخر الرازي وكان يقتصر عليه الهروي ثم المقدسي الإمام العلامة ولد بهراة في سنة سبع وستين وسبعمائة واشتغل بالعلم ببلاده ثم دخل بلاد الشام غير مرة وسكن القدس فأكرمه الأمير نوروز نائب الشام وفوض إليه تدريس الصلاحية بالقدس سنة خمس عشرة وثمانمائة ودرس بها وتصدى للأخذ عنه ثم ولي قضاء الديار المصرية من قبل الملك المؤيد عن الشيخ جلال الدين البلقيني ثم ولي نظر القدس والخليل وتدريس الصلاحية وغيرها ثم ولي من الأشِرف برسباي كتابة السر بالديار المصرية مدة يسيرة ثم القضاء عن شيخ الاسلام ابن حجر مدة يسيرة ثم رجع إلى القدس على تدريس الصلاحية وحج في تلك السنة وعاد إلى القدس وأقام به ملازما للاشتغال والفتوى والتصنيف.
وكان إماما عالما رئيسا مهابا حسن الشكالة ضخما لين الجانب على ما فيه من طبع الأعاجم وكان يقرأ المذهبين مذهب أبي حنيفة والشافعي صنف شرح مسلم وشرح تلخيص الجامع للحنفية فإنه لما دخل إلى القدس كان حنفيا قال فلما رأيت الرياسة بهذه البلاد للشافعية صرت شافعياً وانتزع من الشيخ شهاب الدين ابن الهائم تدرس الصلاحية بجاه نوروز وتخرج به جماعة ببيت المقدس.