وكان شخص من الأمراء اسمه عز الدين ابن المقدم أبصر جماعة من الإفرنج مقبلين لكشف حال العسكر فعبر إليهم النهر وقتل منهم عدة وأسر ثلاثة فركب الإفرنج وحملوا عليه وكانت وقعة عظيمة وأحضر الأسارى عند السلطان ورحل وقت الظهر قاصداً نحو أرسوف ونزل على قرية بقربها وأقام بها يوم الأربعاء والعدو في مكانه الأول.
[اجتماع الملك العادل وملك الانكثير]
كان في اليزك علم الدين سليمان بن جندر فراسله العدو أن يتحدث مع الملك العادل فاجتمعا يوم الخميس فتكلما في الصلح وإخماد الفتنة فقال له الملك العادل ما الذي تريده؟ فقال رد البلاد فقال العادل هذا لا سبيل إليه وأغلظ له في القول وكان الترجمان بينهما هنفرى بن هنفرى فلما سمع ملك الانكثير ذلك غضب وتفرقا على غير شيء.
[(وقعة أرسوف)]
لما عرف السلطان من أخيه الملك العادل ما جر بينه وبين ذلك الملعون جمع يوم الجمعة العساكر وسير الثقل وركب.
فلما أسفر صباح السبت رابع عشر شعبان ركب العدو على صوب أرسوف فهجم عليهم عسكر الإسلام وأحاط بهم واشتد القتال بينهم فحملوا على أطلاب المسلمين حملة واحدة فاستشهد جماعة من المسلمين ثم كر العسكر على الكفار فصدوهم وكسروهم وقتل منهم جماعة وأسر جماعة وهرب الإفرنج ودخلوا أرسوف ونزلوا قريباً من الماء وبات السلطان تلك الليلة على نهر العوجاء وأقام العدو يوم الأحد في موضعه ثم رحل يوم الثلاثاء سائراً إلى يافا فعارضهم العسكر في طريقهم.
ثم رحل السلطان يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان ونزل بالرملة واجتمع عنده