وقدر أن اللص الذي دخل على السلطان قبض عليه وجهز إلى السلطان ووقف بين يديه واعترف بدخوله عليه فأمر بسجنه بالمقشرة ولم يتقله.
وفيها وقعت حادثة بالقدس الشريف وهي ان شخصا نصرانيا وقع في حق سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ والسيدة فاطمة ابنة رسول الله ﷺ بقذف ورفع أمره القاضي علاء الدين بن المزوار المالكي وعقد له مجلس بدار النيابة بحضور الأمير جارقطلي نائب السلطنة وحضر بالمجلس شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف وثبت ما نسب إلى النصراني عند القاضي المالكي وحكم بسفك دمه وضرب عنقه بحضور الجماعة بديار النيابة.
ثم دخلت سنة إحدى وثمانين وثمانمائة وفيها في مستهل المحرم حضر هجان من القاهرة بمرسوم شريف بالقبض على الإفرنج المقيمين بدير صهيون وبيت لحم وكنيسة قمامة وتجهيزهم إلى الأبواب الشريفة بمقتضى ان الإفرنج أسروا أربعة من إسكندرية وعدوا بهم وأخذوهم إلى بلاد الإفرنج.
وفيها استقر القاضي فتح الدين أبو الفتح محمد بن داود بن الأسيل الشافعي في قضاء الشافعية بالقدس الشريف والرملة ونابلس عوضا عن القاضي شمس الدين ابن يونس وورد عليه المرسوم الشريف الوارد عليه من الأبواب الشريفة والبس القاضي شمس الدين الديري خلعة الاستمرار بقضاء الحنفية وهي كاملية صوف مرسيني بفرو سمور.
وألبس جمال الدين يوسف بن ربيع خلعة لاستقراره في وظيفة أمانة الحكم ووكالة الغياب وهي فوقاني حرير بوجهين وطراز وقرئ توقيع الشافعي في يوم الجمعة ثاني يوم لبسه ولم يقدر لابن يونس بعد ذلك ولاية قضاء بيت المقدس إلى أن حج إلى بيت الله الحرام في سنة سبع وتسعين وتوفي بعد خروجه من مكة بمنزلة بطن مرو وحمل إلى مكة فدفن بها.