واشتغل وأعاد بالصلاحية وحدث وروى عنه الرحالون وولي الخطابة بالمسجد الأقصى مشاركا لغيره في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وكان حبرا متواضعا توفي في رابع عشر رجب سنة تسع وستين وثمانمائة ودفن بالقلندرية بما ملا ﵀.
الحافظ العلامة شيخ الاسلام شهاب الدين المكنى بأبي العباس أحمد بن عبد الله الكناني الشافعي الواعظ نزيل القدس الشريف مولده بقرية مجدل حمامة بالقرب من عسقلان من أعمال غزة في أوائل سنة تسع وثمانمائة ونشأ بها ثم استوطن بيت المقدس واشتغل بالعلم ففتح عليه وانتمى إلى الشيخ شهاب الدين ابن أرسلان وهو الذي كناه واشتهر بكنيته دأب وحصل في ابتداء أمره وفضل وتميز وصار من أعيان الفقهاء والمعيدين بالمدرسة الصلاحية وجلس للوعظ فاشتهر أمره حتى قيل عنه ابن الجوزي زمانه.
وأما حفظه فكان من العجائب وكتابته على الفتوى نهاية في الحسن وفصاحته وطلاقة لسانه لا يجارى فيهما ولي الخطابة بالمسجد الأقصى الشريف عوضا عن شهاب الدين أحمد بن القرقشندي وباشر عنه ولده قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد قاضي الرملة وخطب في يوم الجمعة سابع رمضان سنة تسع وستين وثمانمائة فلم يتم له ذلك وعزل بعد مدة يسيرة بالخطيب علاء الدين القرقشندي.
ثم توجه الشيخ أبو العباس إلى القاهرة لضرورة له فدخل الحمام فوقع وكسر فخذه ومرض إلى أن مات في يوم الأربعاء سادس عشري جمادي الآخرة سنة سبعين وثمانمائة ودفن بالقرافة ﵀.
الخطيب علاء الدين أبو الحسن علي بن الشيخ شرف الدين عبد الرحيم القرقشندي الشافعي مولده في سنة أربع وثمانمائة استقر في نصف وظيفة الخطابة بالمسجد الأقصى وهو النصف الذي كان بيد أخيه الخطيب شهاب الدين احمد واستمر بيده إلى أن توفي وكان من المعيدين بالمدرسة الصلاحية توفي