محمد بن عثمان الأموي المصري المشهور بابن المجمرة الإمام العالم العلامة الجامع بين أشتات العلوم بقية العلماء الأجلاء مولده في صفر سنة سبع وستين وسبعمائة سمع الكثير وكتب الطباق والأجزاء وخطه حسن حلو وأخذ عن مشايخ الاسلام وتفنن ودرس وأفتى وناب في القضاء وحج وجاور ثم ولي قضاء دمشق مسؤولا في ذلك في جمادي الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وباشر بعفة وسار سيرة مرضية وعزل في سنة خمس وثلاثين ورجع إلى بلده.
ثم في آخر سنة ثمان وثلاثين ولي تدريس الصلاحية عوضا عن الشيخ عز الدين المقدسي وأقام بها إلى أن توفي في سنة أربعين وكان شكلا حسنا فاضلا حسن المحاضرة لطيف المفاكهة يكتب على الفتاوى كتابة مليحة وله أوراد من صدره وذكر وغيرهما.
توفي نهار السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة أربعين وثمانمائة ودفن بما ملا وخلف دنيا طائلة ﵀.
شيخ الإسلام رحلة الآفاق والمحقق على الاطلاق عز الدين بن عبد السلام بن داود بن عثمان بن عبد السلام السعدي المقدسي مولده بقرية كفر الماء من عجلون في سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وسبعمائة وحفظ كتبا من فنون شتى واشتغل وحصل وبرع في العلوم وارتحل واشتغل وناظر الفحول وقدم القدس وتوجه إلى دمشق وسمع الكثير وأجازه جماعة ودرس وأفتى وحدث وحج إلى بيت الله الحرام واستنابه الجلال البلقيني في الحكم بالديار المصرية في سنة أربع عشرة وثمانمائة.
وولي تدريس الصلاحية في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بعد البرماوي ثم عزل بقاضي القضاة شهاب الدين ابن المحمرة المذكور قبله في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة ثم وليها بعده في سنة أربعين واستمر إلى أن توفي في يوم الجمعة خامس شهر رمضان سنة خمسين وثمانمائة ﵀ وولي بعده شيخ الإسلام جمال الدين ابن جماعة وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى.