للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الجامع الأقصى وقد أوقدت القناديل على العادة التي تكون في نصف شعبان وكذلك قبة الصخرة الشريفة وكانت ليلة مشهودة.

وجلس في محراب المسجد الأقصى وإلى جانبه الأمير أزبك أمير كبير والأمير يشبك الدوادار الكبير وغيرهم من أركان الدولة وجلس معه شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف وشيخ الاسلام النجم بن جماعة والقضاة والخاص والعام وقرئت ختمات شريفة وكان مع السلطان ثلاثة أنفار من رؤساء القراء بالقاهرة فقرؤا وحصل بهم البهجة والأنس ثم قرأ بعدهم القراء ببيت المقدس وصلى السلطان العشاء الآخرة خلف الشيخ نجم الدين بن جماعة وانصرف ولم يسمع قراءة المعراج الشريف لعدم وجود من يقرؤه فإن الشيخ شهاب الدين العميري كان غائبا بالقاهرة ثم حضر الشيخ أبو مدين وقرأ المعراج بحضور أركان الدولة.

ثم في يوم الثلاثاء ثامن عشري رجب خرج السلطان إلى مخيمه بظاهر القدس وطلب النائب وأمره ان يصالح جميع من شكى منه فصالحهم ودفع لكل من أخذ منه شيئا على جريمة نصف ما أخذ منه ومن له دين شرعي دفعه له بكماله ثم أعلم الدوادار الكبير السلطان ان النائب أرضى جميع خصمائه فقال له السلطان أحسن للناس واحكم بينهم بالعدل والانصاف وبالشرع الشريف وإن شكى أحد منك بعد اليوم قطعتك نصفين ثم قدم النائب خدمته للسلطان فألبسه خلعة الاستمرار.

وتوجه السلطان في ليلة الأربعاء إلى الرملة وكان في زمن الشتاء ووقع مطر كثير وهو بالمخيم على قبة الجاموس ومما أنفق ان انسانا من اللصوص دخل على السلطان وهو نائم بالخيمة في الليل وسرق بقجة قماش من عند رأسه فأصبح السلطان وقبض على الشيخ حرب شيخ جبل نابلس بسبب ذلك وقصد قتله وغرمه مالا ثم توجه السلطان إلى مدينة غزة وعاد إلى القاهرة ودخل إليها في يوم الخميس الثاني والعشرين من شعبان وكان يوماً مشهودا لدخوله.