إلينا) والقى درسا مطولا ثم انصرف إلى منزله بالمسجد الأقصى الشريف والناس في خدمته ومن جملتهم الشيخ سعد الله الحنفي إمام الصخرة الشريفة ثم تنزه عن منصب القضاء فلم يلتفت إليه بعد ذلك ولم يكن بعده من القضاة من هو في معناه في الصفة والحشمة ثم تنزل عن صحته في الخطابة وانجمع عن الناس فلم يتكلم في شيء من أمور الدنيا لفساد الزمان.
وله شرح على جمع الجوامع في الأصول سماه النجم اللامع في شرح جمع الجوامع في مجلدين، وتعليق على الروضة إلى أثناء الحيض في مجلدات، وتعليق على المنهاج في مجلدات ولم يكمل، والدر النظيم في أخبار موسى الكليم، وغير ذلك.
وهو مستمر في تدريس الصلاحية إلى يومنا، عامله الله بلطفه وختم لنا وله بخير بمنه وكرمه.
[(القضاة الشافعية بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل)]
﵊
وقد تقدم ذكر القاضي بهاء الدين ابن شداد الذي ولاه الملك صلاح الدين قضاء بيت المقدس بعد الفتح ورأيت أيضا على كتاب وقف المدرسة الصلاحية خط القاضي المثبت له واسمه أحمد بن عد الله بن عبد الرحمن بن الحباب وأرخ خطه بالحكم في تاسع عشري رجب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة والظاهر أنه كان نائبا عن ابن شداد والله أعلم فإن ابن شداد كان قاضيا في ذلك الوقت بلا خلاف وتقدم ذكر بعض القضاة من مشايخ المدرسة الصلاحية ويأتي ذكر بعضهم أيضا في خطباء المسجد الأقصى الشريف.
وقد كان القضاة في الزمن السلف بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل ﵊ والرملة ونابلس وهذه المعاملة يوليهم قاضي دمشق ولم يزل الأمر على ذلك إلى بعد الثمانمائة ثم صار الأمر من الديار المصرية ولم يكن