بنوا الصرح وارتفع في الهواء ارتفاعاً لم يبلغه أحد من بني آدم.
قال واشتد ذلك على هارون وموسى لأن بني إسرائيل كانوا معذبين في بنائه فلما فرغوا من بنائه وارتفاعه ارتقى فرعون فوقه وأخذ سهماً ورمى به نحو السماء فرد إليه وهو ملطخ بالدم فقال الكلب قد قتلت إله موسى فأمر الله ﷿ جبريل إن يهدم الصرح فجعل عاليه سافله ومات كل من كان فيه من الفعلة ممن كان على دين فرعون.
[قصة الآيات التسع]
ثم إن الله تعالى حبس عن قوم فرعون المطر فأجدبت الأرض عليهم وماتت المواشي وخرب الصرح وجاءهم الطوفان فدام عليهم ثمانية أيام بلياليها وبعث الله عليهم الجراد فأكل جميع ما عندهم ثم بعث الله القمل حتى أكل جميع ما على وجه الأرض ووقع في ثيابهم فقرضها وقرض أيديهم ثم أرسل الله عليهم الضفادع فكانت عليهم أشد من الكل لأنها كانت تقتحم في طعامهم وفي دورهم وفي ثيابهم ثم أوحى الله تعالى إلى موسى (إن أضرب بعصاك البحر) فصار دماً عبيطاً من وقته فاشتد بهم العطش.
وكان الفرعوني والإسرائيلي يعمدان إلى موضع واحد يستقيان فإذا أخذ الإسرائيلي يكون ماء وإذا أخذ الفرعوني يكون دماً فدام ذلك عليهم ثمانية أيام حتى أجهدهم العطش وكان بين كل آية أربعون يوماً فهذه الآيات التسع.
[قصة المسخ وقتل آسية]
ثم دعا عليهم موسى وأمن على دعائه هارون فمسخ الله ﷾ كثيراً منهم حتى أصبح الرجال والنساء والصبيان حجارة.
ثم إن آسية أظهرت الإنكار على فرعون وواجهته بقبح القول فقتلها لعنة الله عليه.
ثم بعث الله الظلمة على أهل مصر ثلاثة أيام فلم يعرفوا الليل من النهار.