للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال أبو بكر والله لئن كان قال لكم ذلك لقد صدق فما تعجبكم من ذلك فوالله إنه ليخبرنا عن الوحي من الله يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة واحدة من ليل أو نهار فنصدقه فهذا أبعد مما تعجبون منه ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله فقال يا نبي الله أحدثت هؤلاء إنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال نعم قال صدقت فصفه لي يا نبي الله فإني جئته قال رسول الله فرفع لي حتى نظرت إليه وجعل يصفه لأبي بكر وهو يقول صدقت أشهد أنك رسول الله حتى انتهى فقال رسول الله وأنت يا أبي بكر الصديق فسمي من ذلك صديقاً قال الله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون).

ثم أنزل الله سورة النجم تصديقاً له .

ثم توفى أبو طالب عم رسول الله عليه وسلم وخديجة قبل الهجرة الشريفة وماتت خديجة قبل الهجرة الشريفة بخمسة وثمانين يوماً وقيل بخمسة وعشرين يوماً وقيل بثلاثة أيام فعظمت المصيبة على رسول الله بموتهما وقال ما نالتني قريش بشيء أكرهه حتى مات أبو طالب وذلك إن قريشاً وصلوا من إيذائه بعد موت أبي طالب إلى ما لم يكونوا يصلون إليه في حياته.

وتزوج بعد خديجة عائشة ولها تسع سنين وتزوج بسودة.

وخرج رسول الله إلى قبائل العرب يلتمس منهم نصرته والقيام معه على من يخالفه ويدعوهم إلى الله فلم يجيبوه.

[(ابتداء أمر الأنصار)]

ولما أراد الله إظهار دينه خرج رسول الله إلى الموسم فعرض نفسه على القبائل كما كان يفعل فبينما هو عند العقب إذ لقي رهطاً من الخزرج فدعاهم إلى الله تعالى فأجابوه وصدقوه وانصرفوا راجعين إلى بلادهم فلما قدموا المدينة