على طرف صحن الصخرة من جهة القبلة إلى الغرب وتقدم ذكرها عند ترجمة بانيها الملك المعظم عيسى وكان بناؤها في سنة أربع وستمائة.
[الناصرية]
وكان على برج باب الرحمة مدرسة تعرف بالناصرية نسبة للشيخ نصر المقدسي ثم عرفت بالغزالية نسبة لأبي حامد الغزالي ثم أنشأها الملك المعظم عيسى وجعلها زاوية لقراءة القرآن والاشتغال بالنحو ووقف عليها كتبا من جملتها إصلاح المنطق لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق ابن السكيت وقد وقفت على كراسة منه بخط ابن الخشاب وعلى ظهر الكراسة الوقف وهو مؤرخ في التاسع من ذي الحجة سنة عشر وستمائة وقد دثرت الزاوية المذكورة في عصرنا ولم يبق لها نظام وصارت من المهملات.
[وأما ما حول المسجد من المدارس والزوايا]
فأولها الزاوية الخنثنية بجوار المسجد الأقصى خلف المنبر وقفها الملك صلاح الدين تغمده الله برحمته على رجل من أهل الصلاح وهو الشيخ الأجل الزاهد العابد المجاهد جلال الدين محمد بن أحمد بن محمد جلال الدين الشاشي المجاور في بيت المقدس ثم من بعده على من يحذو حذوه وقد وليها جماعة من الأعيان وبناؤها قديم من زمن الروم ولكن بناء الدار التي بداخل الزاوية مستجد وتاريخ كتاب وقفها في ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
وأما المدارس المجاورة للسور من جهة الغرب - وسنذكرها على الترتيب - فأولها:
الخانقاه الفخرية وهي مجاورة لجامع المغاربة الذي تقام فيه صلاة المالكية من جهة الغرب وهي بداخل سور المسجد وبابها من داخل المسجد عند الباب الذي يخرج منه إلى حارة المغاربة واقفها المقر العالي القاضي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن فضل الله ناظر الجيوش الاسلامية أصله قبطي فأسلم وحسن إسلامه وكانت له أوقاف كثيرة وبر وإحسان لأهل العلم وكان صدرا كبيرا معظما توفي في منتصف رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وقد جاوز السبعين ﵀.