وولي بعده السلطان الملك الأِشرف برسباي هو أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري من عتقاء الظاهر برقوق استقر في السلطنة في سنة خمس وعشرين وثمانمائة في شهر ربيع الأول وكان الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح داود.
وفي أيامه كان ناظر الحرمين ونائب السلطنة بالقدس الشريف الأمير اركاس الجلباني وكان حاكما معتبرا عمر الأوقاف ونماها وصرف المعاليم واشترى للوقف مما أرصده من المال جهات من القرى والمسقفات وورد مرسوم الأشرف بصرف معاليم المستحقين منها وإرصاد ما بقي لمصالح الصخرة الشريفة ونقش بذلك رخامة وألصقت بحائط الصخرة الشريفة تجاه قبة المحراب في سنة ست وثلاثين وثمانمائة.
ومن حسنات الملك الأشرف بالمسجد الأقصى الشريف المصحف الشريف الذي وضعه بداخل الجامع تجاه المحراب بإزاء دكة المؤذنين وهو مصحف كبير عظيم أهدي إليه بدمشق حين سافر إلى آمد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة فجهزه صحبة خازنداره إلى القدس الشريف ووقف عليه جهة للقارئ والخادم وشرط النظر لمن يكون شيخ المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف وقرر في القراءة فيه الشيخ شمس الدين محمد بن قطلوبغا الرملي المقري وكان من القراء المشهورين في الحفظ وحسن الصوت وله محاسن كثيرة.
توفي ﵀ يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وولي بعده ولده العزيز يوسف وخلع.
وولي بعده الملك الظاهر وهو أبو سعيد جقمق العلائي الظاهري نسبة إلى الملك الظاهر برقوق تسلطن وجلس على سرير الملك تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وكان الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح داود.
وكان الظاهر على قدم عظيم من الصيانة والديانة والعفة والشجاعة ومحبة العلماء وأنعم على الوقفين القدس والخليل في زمن شمس الدين الحموي الظاهري