فبلغه الخبر فاختفى من حينه واستمر مختفيا إلى أن توجه إلى مكة المشرفة وأقام بها بقية عمره إلى أن توفي بها في شهور سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة.
ثم رسم السلطان بطلب القاضي شهاب الدين بن عبية الشافعي والشيخ برهان الدين الأنصاري والشهود إلى القاهرة فبادر القاضي الشافعي وسافر من القدس قبل وصول المرسوم فلما وصل إلى مدينة غزة صادف وصول المرسوم لنائب غزة الأمير يشبك العلائي وعلم أن القاضي الشافعي وصل إلى غزة فقبض عليه وتركه في الترسيم بغزة ثم ركب وحضر إلى القدس في يوم الأحد تاسع شعبان وجلس بالرواق العلوي الذي عند دار النيابة بجوار منارة الغوانمة وأرز من يده المرسوم الشريف يتضمن اعلامه انه اتصل بالمسامع الشريفة ما وقع من هدم كنيسة اليهود بالقدس الشريف فالجناب العالي يتقدم من فوره قبل وضع هذا المثال الشريف من يده ويتوجه بنفسه إلى القدس الشريف ويقبض على القاضي الشافعي والشيخ برهان الدين الأنصاري وولديه وأبي العزم وشمس الدين بن ناصر وناصر الدين الدمشقي الحوراني ويجهزهم إلى الأبواب الشريفة محتفظاً بهم فطلب الجماعة فهرب ابن أبي العزم وهو المكنى بأبي اليمن وقبض على بقية الجماعة وهم الشيخ برهان الدين الأنصاري ومن ذكر في المرسوم ووضعوا في الحديد ما عدا الشيخ برهان الدين وتوجه بهم من القدس الشريف إلى غزة ثم جهزهم وصحبهم القاضي الشافعي إلى القاهرة صحبة قاصد وهو رجل من أعوان الظلمة اسمه إسماعيل الكافري.
فوصلوا إلى القاهرة في أواخر شعبان ووقفوا للسلطان وهو جالس بالحوش في محل خلوة فأمر بضربهم فضرب القاضي أولا ثم الشيخ برهان الدين الأنصاري ومن معهما ضربا مؤلما ما عدا ابن الدمشقي وابن عليان وابن نصير فإن السلطان رآهم من الشيوخ الهرمين فعفا عنهم.
ولما ضرب الشيخ برهان الدين الأنصاري شرع يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يزيد على ذلك فألح عليه السلطان بقوله قل