وتقدم ذكر ذلك مفصلا عند ذكر التراجم وإنما ذكرت ذلك هنا لينتظم ذكر الحوادث الواقعة في زمن مولانا السلطان.
وفي يوم الأربعاء سادس جمادي الأولى توفي شمس الدين محمد بن قطيبا الأنصاري المشهور بالعجمي أحد أعيان المباشرين بالقدس الشريف والخليل ﵇ ودفن بما ملا.
وفي يوم الخميس سابع جمادي الأولى وصل الخطيب محب الدين بن جماعة ودخل هو وأخوه شيخ الاسلام النجمي وعلى كل منهما خلعة السلطان بولاية ما تقدم ذكره من شيخة الصلاحية ونصف الخطابة وما معها ونصف مشيخة الخانقاه الصلاحية ودخلا إلى المسجد الأقصى الشريف والناس معهما وجلسا في المحراب وقرئ توقيع كل منهما وهما جالسان وكان القاري لهما شمس الدين بن عجور وهذا خلاف المصطلح المعروف فإن العادة جرت بتأخير قراءة التوقيع إلى بعد صلاة الجمعة.
واستقر القاضي خير الدين بن عمران في قضاء الحنفية بالقدس الشريف والرملة بحكم وفاة القاضي جمال الدين الديري وكتب توقيعه في خامس عشر جمادي الأولى وورد عليه التوقيع والتشريف فلبس من المسجد الأقصى الشريف في صبيحة يوم الأربعاء حادي عشر جمادي الآخرة ومشى الناس في خدمته إلى منزله بباب الحديد وقرئ توقيعه في يوم الجمعة.
[(واقعة بلد سيدنا الخليل ﵊]
وفيها وقعت فتنة بين طائفة الدارية وطائفة الأكراد فحصل بينهما تشاجر وانتشر الكلام بينهما فقتل من الفريقين ثمانية عشر نفرا واستنفر كل من الطائفتين من ينتصر لها من العشير فدخلوا إلى المدينة ونهبوا ما فيها عن آخره إلا القليل منها وخربت أماكن واجتمع أهل البلد من الأكراد ودخلوا بأولادهم ونسائهم