إليه فلما دخلوا الكهف نظروا فيه سريراً من الذهب وعليه أنواع الفرش ومكتوب على حافته بالعبرانية هذا السرير لمن كان على طوله.
فصعد مومس على السرير فلما مد رجليه فضلت من طوله فنزل موسى عنه وصعد هارون واضطجع عليه فإذا هو على طوله فهم أن ينزل فإذا هو بملك الموت قد دخل عليهم فسلم عليهم وأعلمهم إنه ملك الموت أرسله الله تعالى ليقبض روح هارون فدمعت عيناه وقال لأخيه موسى - وهو ينظر إلى ملك الموت - يا موسى أوصيك بأولادي وأهلي تقربهم إليك وتقرئ سلامي على بني إسرائيل ثم أمر ملك الموت موسى أن يخرج من الكهف فخرج فقبض الملك روح هارون ﵇ قبضة الملائكة.
ثم دخل موسى وأولاد هارون الكهف فأخرجوا هارون وغسلوه وصلوا عليه ووضعوه في الكهف وسدوا بابه.
وانصرف موسى إلى بني إسرائيل وأخبرهم بموت أخيه فاتهموه بقتله فقال لهم موسى يا سفهاء بني إسرائيل ماذا لقيت منكم أقتل أخي وشقيقي وعضدي؟ ودعا ربه أن يبرئه عندهم فأمر الله الملائكة ليحملوا سرير هارون وقد قبضه الله إليه فبكوا وحزنوا عليه لأنهم يحبونه ثم خلفه بعده ابنه العيزار وأعطاه الله وقار هارون ولينه وسكونه وشبهه فكانوا لا يشكون إنه هارون فأحبوه حباً شديداً.
[ذكر وفاة موسى ﵇]
ثم قرب أجل موسى ﵇ قام في بني إسرائيل خطيباً فخطب لهم ووعظهم وخوفهم وأنذرهم وحذرهم وأشهدهم على أنفسهم وأشهد الله عليهم إنه بلغهم الرسالة وأمرهم بالطاعة والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستخلف يوشع بن نون على بني إسرائيل.