الشيخ الصالح الناسك العابد الخاشع القدوة شرف الدين موسى بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ الصالح القدوة جمال الدين عبد الله بن الصامت القادري الحنفي شيخ الشيوخ القادرية بالقدس الشريف وتقدم ذكر والده وجده كان الشيخ موسى من أهل الخير والصلاح وله عبادة وملازمة على ذكر الله تعالى وكان مقيما بالمدرسة الصبيبية شمالي المسجد الأقصى الشريف ويقيم فهيا الأوقات المشهورة بالذكر خصوصا في ليالي الجمعة وكان يذكر الله تعالى في المسجد الأقصى بصدر جامع الأنبياء عقب صلاة كل جمعة وعليه الأنس والوقار وكان منجمعا عن الناس لا يخالط أبناء الدنيا ولا يتردد إليهم وهو من ذرية قوم صالحين وقد أضر في بصره وضعف بدنه قبل وفاته بسنين ومع ذلك لا يفتر عن ذكر الله تعالى ولا عن ملازمة الطاعة على عادته والناس سالمون من يده ولسانه والصلاح ظاهر عليه توفي في ليلة الأحد وصلي عليه بالمسجد الأقصى بعد الظهر من يوم الأحد سادس عشري صفر سنة ثمان وتسعين وثمانمائة وحمل تابوته على الرؤوس ودفن بتربة الساهرة عند أسلافه وكان يوما مشهودا لجنازته لم ير مثله في هذه الأزمنة وشيعه شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف وقضاة الشرع والعلماء والخاص والعام وبلغ من العمر نحو ثلاث وسبعين سنة.
[ذكر فقهاء المالكية من القضاة والعلماء وطلبة العلم الشريف]
الشيخ الصالح عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي المجرد كان رجلا صالحا عمر الزاوية المعروفة بزاوية المغاربة وهي بأعلا حارتهم وأنشأها من ماله ووقفها على الفقراء والمساكين في ثالث ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعمائة وتوفي بالقدس الشريف ودفن بما ملا عند حوش البسطامية من جهة الغرب وقد وهم بعض المؤرخين فظنه الشيخ عمر المجرد واقف الزاوية بمدينة سيدنا الخليل ﵇ لاشتراكهما في الاسم والشهرة والأمر بخلاف ذلك وتقدمت