الحاج ووصل إليه من اليمن ولد أخيه سيف الإسلام فتلقاه وأكرمه وتوجه الملك العادل إلى الكرك.
[(ذكر وفاة السلطان رحمة الله عليه)]
جلس ليلة السبت سادس عشر صفر في مجلسه على عادته وحوله خواصه منهم العماد الكاتب حتى مضى من الليل ثلثه وهو يحدثهم ويحدثونه ثم صلى وانصرفوا فلما بات لحقه كسل عظيم وغشيه نصف الليل حم صفراوية وأصبحوا يوم السبت وجلسوا في الإيوان لانتظاره فخرج بعض الخدام وأمر الملك الأفضل أن يجلس موضعه على السماط وتطير الناس من تلك الحال ودخلوا إليه ليلة الأحد لعيادته وأخذ المرض في التزايد وحدث به السابع رعشة وغاب ذهنه واشتد الارجاف في البلد الثاني عشر من مرضه فتوفي رحمه الله تعالى صبح تلك الليلة وهي المسفرة عن نهار الأربعاء السابع والعشرين من شهر صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة بعد صلاة الصبح وغسله الفقيه ضياء الدين أبو القاسم عبد الملك بن يزيد الدولقي الشافعي خطيب جامع دمشق وأخرج بعد صلاة الظهر من نهار الأربعاء في تابوت مسجى بثوب وجميع مما احتاج إليه في تكفينه أحضره القاضي الفاضل من جهة حل عرفه وصل عليه الناس وكثر عليه التأسف من خلق واشتد حزنهم لفراقه ودفن في قلعة دمشق في الدار التي كان مريضاً فيها وكان نزوله إلى قبره وقت صلاة العصر.
وكان يوم موته لم يصب الإسلام بمثله منذ فقد الخلفاء الراشدين ﵃ وغشي القلعة والدنيا وحشة لا يعلمها إلا الله.
قال العماد الكاتب مات بموت السلطان رجاء الرجال وفات بفواته الاتصال وغاضت الأيادي وفاضت الأعادي وانقطعت الأرزاق وادلهمت الآفاق فجع