في حضرموت وبقي هود كذلك حتى مات وقبره بحضرموت وقيل بالحجر من مكة وقيل أن هوداً هو غابر المتقدم ذكره والذي صححه جماعة من أكابر العلماء أن هوداً هو ابن عبد الله بن رباح وليس هو غابر والله أعلم.
ويروي أنه كان من عاد شخص اسمه لقمان وهو غير لقمان الحكيم الذي كان على عهد سيدنا داود ﵇.
(وأما صالح) فهو ابن آسف أرسله الله إلى ثمود فدعاهم إلى التوحيد وكان مسكنهم بالحجر وهي مدينة بين المدينة الشريفة والشام فلم يؤمن به إلا قليل مستضعفون ثم أن كفارهم عاهدوه على أنه أن أتاهم بما يقترحونه عليه آمنوا واقترحوا عليه أن يخرج لهم من صخرة معينة ناقة فسأل الله تعالى في ذلك فخرج من تلك الصخرة ناقة وولدت فصيلا فلم يؤمنوا وعقروا الناقة فأهلكهم الله تعالى بعد ثلاثة أيام بصيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة فتقطعت قلوبهم فأصبحوا في دارهم جاثمين.
وسار صالح إلى فلسطين ثم انتقل إلى الحجاز يعبد الله إلى أن مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة وورد إنه توفي في فلسطين وأقام بها بعد أن هلك قومه ويقال أن قبره بالمغارة التي بالجامع الأبيض بالرملة والله أعلم.
[(ذكر سيدنا إبراهيم الخليل وأبنائه الكرام عليهم الصلاة والسلام)]
أقول وبالله التوفيق إبراهيم خليل الرحمن وهو أبو الأنبياء الكرام من أولي العزم من المرسلين روي أنه أنزل الله عليه عشر صحف وكانت كلها أمثالاً وجعل له لسان صدق في الآخرين أي ثناء حسناً فليس أحد من الأمم إلا يحبه وأكرمه الله تعالى بالخلة وجعل أكثر الأنبياء من ذريته وختم ذلك بسيد المرسلين محمد المصطفى ﷺ وشرف وكرم وإبراهيم هو ابن تارخ وهو آزر.
ولما أراد الله ﷿ أن يبعث السيد إبراهيم ﵇ حجة على قومه