وأقام بالقدس مدة طويلة يدرس ويفتي وبحدث ويصنف إلى آخره عمره ومن تصانيفه القواعد مشهورة وهو كتاب نفيس يشتمل على علمي الأصول والفروع.
والوشي المعلم فيمن روى عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ مجلد وعقيلة الطالب في ذكر أشرف الصفات والمناقب في مجلد لطيف وجمع الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ﷺ والمراسيل والكلام على حديث ذي اليدين في مجلد ومنحة الرائض بعلوم آيات الفرائض وكتاب في المدلسين وكتاب سماه تنقيح المفهوم في صيغ العموم وشرع في أحكام كبرى علق منها قطعة نفيسة وغير ذلك من المصنفات النفيسة المحررة.
توفي بالقدس الشريف في المحرم سنة إحدى وستين وسبعمائة ودفن بمقبرة باب الرحمة إلى جانب سور المسجد ونزل عن الصلاحية لزوج ابنته الشيخ تقي الدين إسماعيل القرقشندي علامة الزمان فلم يتم له ذلك.
قاضي القضاة شيخ الإسلام برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الخطيب زين الدين أبي محمد عبد الرحيم ابن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم ابن سعد الله ابن جماعة الكناني قاضي مصر والشام وخطيب الخطباء وشيخ الشيوخ وكبير طائفة الفقهاء وبقية رؤساء الزمان ولد بمصر في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة وقدم دمشق صغيرا فنشأ عند أقاربه بالمزة وسمع وطلب الحديث بنفسه واشتغل في فنون العلم وتوفي والده وهو صغير في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة فكتب خطابة القدس باسمه واستنيب له مدة ثم باشر بنفسه وهو صغير وانقطع ببيت المقدس ثم أضيف إليه تدريس الصلاحية بعد وفاة العلائي ثم خطب إلى قضاء الديار المصرية في جمادي الآخرة سنة ثلاث وسبعين وباشر بنزاهة وعفة وديانة وحرمة وعزل نفسه فسأله السلطان وترضاه حتى عاد ثم عزل نفسه ثانيا وعاد إلى القدس على وظائفه ثم أعيد إلى القضاء بمصر ثم عزل نفسه وعاد إلى القدس ثم ولي قضاء دمشق والخطابة بها وأضيف إليه مشيخة الشيوخ.