ونصركم على الأعداء وأورثكم البلاد ومكن لكم في الأرض فلا يكون جزاؤه منكم إلا الشكر وإياكم والعمل بالمعاصي فإن العمل بالمعاصي كفر للنعم وقلما كفر قوم بما أنعم الله عليهم ثم لم يفزعوا إلى التوبة إلا سلبوا عزهم وسلط عليهم عدوهم ثم نزل وحضرت الصلاة فقال يا بلال ألا تؤذن لنا رحمك الله قال بلال يا أمير المؤمنين والله ما أردت أن أؤذن لأحد بعد رسول الله ﷺ ولكن سأطيعك إذا أمرتني في هذه الصلاة وحدها.
فلما أذن بلال وسمعت الصحابة صوته ذكروا نبيهم ﷺ فبكوا بكاء شديداً ولم يكن من المسلمين يومئذ أطول بكاء من أبي عبيدة ومعاذ ابن جبل حتى قال لهما عمر حسبكما رحمكما الله فلما قضى صلاته انصرف أمير المؤمنين راجعاً إلى المدينة واجتهد فيما هو بصدده من إقامة شعائر الإسلام والنظر في مصالح المسلمين والجهاد في سبيل الله ولم يزل كذلك حتى توفي ﵁ ونفعنا به وجمع بيننا وبينه في دار كرامته إنه ولي الحسنات وغافر السيئات عنه وكرمه.
وقد حكى المصنفون لفضائل بيت المقدس قصة الفتح من طرق كثيرة بروايات وألفاظ مختلفة فأحسن ما رأيته منها ما نقتله هنا والله الموفق.
[(ذكر وفاة عمر ﵁]
روي أنه خرج لصلاة الصبح في جماعه فضر به أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة لما وقف يصلي بخنجر برأسين وطعنه ثلاث طعنات إحداهما تحت سرته وهي التي قتلته وطعن اثن عشر رجلاً من أهل المسجد فمات منهم ستة ثم نحر نفسه بخنجره فمات لعنة الله.
ولما طعنه أبو لؤلؤة وقع على الأرض ثم قال أفي الناس عبد الرحمن بن عوف؟ قالوا نعم قال مروه يصل بالناسي وقال لولده عبد الله انظر من الذي