ثم وصلت مركب فيها ثلاثمائة امرأة إفرنجية من النساء الحسان اجتمعن من الجزائر الإسعاف العزبان وسبلن أنفسهن وفروجهن للعزبان ورأين أن هذه قربة ما ثم أفضل منها وعند الإفرنج أن العزباء إذا مكنت الأعزب لا حرج عليها وتسامع عسكر الإسلام بهذه القضية فأبق من المماليك والجهال جماعة وذهبوا إليهن.
ووصلت أيضاً في البحر امرأة كبيرة القدر وهي ملكة بلدها وفي خدمتها خمسمائة فارس.
وفي الإفرنج نساء يلبس هيئة الرجال ويقاتلن وفي يوم الوقعة أسر جماعة منهن فلم يعرفن حتى سلبن وعرين.
وأما العجائز فحضر منهن جماعة وهن ينشدن تارة ويحرصن وينخين الرجال لعنة الله عليهن.
وفي هذه السنة ندب السلطان الرسل إلى البلاد لاستنفار المجاهدين وتوفي الفقيه ضياء الدين عيس الهكاري بمنزلة الخروبة سحر ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة خمس وثمانين وكان من الأعيان وله منزلة عند السلطان وحمل من يومه إلى القدس ودفن به.
ودخلت سنة ست وثمانين وخمسمائة والسلطان مقيم بعسكره بمنزلة الخروبة وعكا محصورة وخرجت هذه السنة والحصر مستمر ووقعت وقائع وهلك من الإفرنج عدد لا يقع عليه الحصر.
[(وقع الرمل)]
وكان السلطان يركب أحياناً للصيد وهو لا يبعد من المخيم فركب يوماً في صفر فأبعد والكركبة على الرمل وساحل البحر فخرج الإفرنج وقت العصر