في يوم الجمعة ثامن عشري المحرم وكان يوما مشهودا وقرئ توقيعه بعد صلاة الجمعة وأوقد المسجد في تلك الليلة وشرع في عمارة الأوقاف وصلح حال سماط سيدنا الخليل ﵇ وباشر بعفة وشهامة وحصل للأرض المقدسة الجمال بوجوده وكان يكثر من مجالسة العلماء والفقهاء ويحسن إليهم ويتلقاهم بالبشر والقبول فعطف الناس عليه وابتهجوا به.
وفيها - في شهر شعبان - ورد مرسوم شريف بعزل القاضي جمال الدين الديري - من قضاء الحنفية بالقدس الشريف - وتعين للولاية القاضي خير الدين ابن عمران.
[(واقعة أخي الشيخ أبي العباس)]
وفيها - في يوم السبت عاشر شهر رمضان - دخل إلى القدس الشريف القاضي شرف الدين موسى الأنصاري وكيل المقام الشريف ونزل بالمدرسة الجوهرية بخط باب الحديد فحضر عنده القاضي غرس الدين خليل الكناني أخو الشيخ أبي العباس الواعظ وهو شيخ الصلاحية وقاضي القضاة الشافعية للسلام عليه فصادف حضوره عنده حضور الشيخ شهاب الدين العميري الواعظ فقصد الشيخ شهاب الدين العميري الجلوس فوق القاضي وكان غلطا منه لأن القاضي كان شيخ الصلاحية والشيخ شهاب الدين من المعيدين عنده ورتبته لا تقتضي الجلوس فوقه فحصل بينهما تشاجر وفحش القول فكان من جملة كلام الشيخ شهاب الدين للقاضي أخرق عمامتك في رقبتك فقال له القاضي والله ما تعرف معنى العمامة ما هو؟ ثم خرجا من المجلس وقد انتشر الكلام بينهما.
فبلغ ذلك شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف فانتصر للشيخ شهاب الدين العميري وانتهى الحال إلى أن اجتمع بمحراب الصخرة الشريفة جماعة مع الشيخ كمال الدين منهم الشيخ أبو الوفا والشيخ شهاب الدين بن عتبة الذي ولي قضاء