الشافعية فيما بعد وجماعة من العلماء والفقراء والفقهاء وأقيمت الغوغاء على القاضي وانتهى الحال إلى أن العوام توجوا إلى المدرسة الصلاحية وهجموا على منزل القاضي وحريمه ونهبوا له بعض أمتعة من منزله واشتد الأمر وتفاحش وارتفعت الأصوات وكان يوما مشهودا كثير المطر وبقي الناس أحزابا وكانت فتنة فاحشة.
ثم أن الشيخ شهاب الدين العميري والشيخ شهاب الدين بن عتبة بادرا وختما صحيح البخاري قبل النصف من رمضان وشرع شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف وهما في السفر إلى القاهرة فتوجهوا من القدس الشريف في سابع عشر رمضان وخرج الناس لوداعهم بالذكر والتهليل وكان يوما مشهودا.
وكان القاضي قد جهز ولده إبراهيم إلى القاهرة وسعى في طلب الجماعة إلى الأبواب الشريفة فبرز الأمر بذلك فكان توجههم من القدس الشريف قبل وصول الطلب ووصلوا إلى القاهرة في أواخر شهر رمضان واجتمعوا بالسلطان وهو أول اجتماع شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف به.
فلما دخلوا عليه انتهر الشيخ شهاب الدين العميري وقال له أخربت القدس وجئت تخرب مصر فانزعج لذلك وقرأ الفاتحة وانصرف واستمر الشيخ كمال الدين جالسا ثم وجه خطابه للسلطان وقال يا مولانا السلطان تريد أن نتكلم بكلمات بين يديكم ولكن هيبة مولانا السلطان تمنعنا فان آذيتم تكلمنا فقال له تكلم فقال يا مولانا السلطان تثبت فحصل للسلطان سكون وزال ما كان عنده من الانزعاج وأذن له في الكلام فتكلم معه بكلام كان فيه الخير وعرفه حقيقة أمر القاضي وما هو عليه ثم انصرف.
ولما وصل إبراهيم ولد القاضي إلى القدس ووجد المشايخ قد سافروا قبل وصول الطلب خشي القاضي على نفسه من طلب يرد إليه فتوجه هو إلى القاهرة في شهر ذي القعدة وصحبته جماعة من العوام مطلوبون بسبب شكواه من جملتهم رجل اسمه عمر الزبال وآخر يدعى زريق يحمل الأموات وآخر يدعى كحيله يدق الطبل مع الحرافيش.