للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أترضي صناديد الأعارب بالأذى … وتغضي على صماة الأعاجم

فليتهموا إذ لم يذودوا حمية … عن الدين شنوا غيرة للمحارم

وإن زهدوا في الأجر إذ حمي الوغى … فهلا أتوه رغبة في المغانم

واستمر بيت المقدس وما جاوره من السواحل بيد الإفرنج إحدى وتسعين سنة فلم ير في الإسلام مصيبة أعظم من ذلك. وعجز ملوك الأرض عن انتزاعه منهم حتى أذن الله وقدر فتحه على يد من اختاره من عبادة في شهر شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.

فأقول - وبالله استعين وعليه أتوكل فهو حسبي ونعم الوكيل -.

[ذكر الفتح الصلاحي]

الذي يسره الله تعالى على يد السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب تغمده الله برحمته

قد تقدم ذكر تغلب الفاطميين على غالب المملكة واستيلائهم عليها وتقدم إن أولهم المهدي بالله عبيد الله وتقدم ذكر من بعده إلى المستعلي بأمر الله الذي أخذ الإفرنج القدس في أيامه فلما مات المستعلي بأمر الله استقر بعده في خلافة مصر ابنه أبو منصور إسماعيل الظاهر بأمر الله ثم ابنه أبو القاسم عيس الفائز بنصر الله ثم ابن عمه أبو محمد عبد الله العاضد لدين الله وهو آخرهم وكان استقراره في خلافة مصر في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.

وكان صاحب دمشق في ذلك الزمان السلطان الملك العادل نور الدين أبا القاسم محمود بن زنكي الملقب بالشهيد .

فلما دخلت سنة أربع وستين وخمسمائة تمكن الإفرنج من البلاد المصرية وتحكموا على المسلمين بها وملكوا بلبيس قهراً في مستهل شهر صفر ونهبوها وقتلوا