الكبير وكان الآخذ لهذه البلاد بيت المقدس وغيره بردويل الإفرنجي.
ثم في سنة إحدى عشرة - وقيل أربعة عشرة - وخمسمائة قصد الديار المصرية ليأخذها فانتهى إلى غزة ودخلها وخربها وأحرق مساجدها ورحل عنها وهو مريض فهلك في الطريق قبل وصوله إلى العريش فشق أصحابه بطنه ورموا حشوته هناك فهي ترجم إلى اليوم ورحلوا بجثته فدفنوها بكنيسة قمامة بالقدس الشريف.
وسبخة بردويل هي التي في سبخة الرمل على طريق الشام وهي مما يلي العريش إلى جهة مصر منسوبة إلى بردويل المذكور والحجارة الملقاة هناك والناس يقولون هذا قبر بردويل وإنما هي الحشوة لعنة الله عليه.
ولما أخذ بيت المقدس وغيره من المسلمين قال في ذلك مظفر الابيورديل أبياتاً منها:
مزجنا دماء بالدموع السواجم … فلم يبق منا عرضه للمزاحم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه … إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فأيهاً بني الإسلام إن وراءكم … وقائع يلحقن الذري بالمناسم
وكيف تنام العين ملأ جفونها … على هفوات أيقظت كل نائم
فإخوانكم بالشام يضحي قتيلهم … ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الروم الهوان وأنتم … تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
وكم من دماء قد أبيحت ومن دمي … توار حياء حسنها بالمعاصم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقعة … يظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها … ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللنا بأيدي المشركين قواضباً … ستعمل منهم في الطلى والجماجم
يكاد لهن المستكن بطيبة … ينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى … رماحهم والدين واهي الدعائم
وتجتنبون النار خوفاً من الردى … ولا تحسبون العار ضربة لازم