المجرد في زاويته وعقد الايمان على نفسه أنه لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا يغسل ثوبه ولا بدنه إلا من ضرورة شرعية إلى أن يحفظ القرآن العزيز وبر قسمه فلما حفظ القرآن رجع إلى عجلون ثم توجه إلى حلب وأقام بها وأخذ في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووقع له كرامات.
وكان الشيخ عز الدين المقدسي يتأسف على عدم لقيه كثيرا وكان يقول ما تأسفت على أحد ما تأسفت عليه ويحكى عنه لطائف كثيرة ومكاشفات وأخبار عجيبة ومحاسن عديدة وكان يحفظ الاحياء والقوت ورسالة القشيري وعوارف المعارف ويقول لا يصير الصوفي صوفيا حتى يحفظ هذه الكتب الأربعة وكان ضعف بصره ثم أنه جاور بمكة وخرج منها متوجها إلى المدينة الشريفة فمات ببدر منصرفا من الحج في شهر ذي الحجة سنة خمس وأربعين وثمانمائة وقد جاوز السبعين سنة.
الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن حامد الأنصاري الشافعي مولده في سنة ثمانين وسبعمائة سمع الحديث هو والخطيب جمال الدين بن جماعة في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة على الجلال عبد المنعم بن النجمي أحمد بن محمد الأنصاري وكان مباشرا لوقف التنكزية وللوقف الشريف النبوي وغير ذلك. توفي في سنة ست وأربعين وثمانمائة.
الشيخ الإمام الزاهد العابد العارف الورع المسلك القدوة عبد الله الزرعي الدمشقي الأصل نزيل بيت المقدس كان رجلا خيرا زاهدا متورعا متقللا من الدنيا له حظ من الصلاة والعبادة وللناس فيه اعتقاد كبير وكان من المشايخ الصلحاء اشتغل قديما بدمشق وصحب جماعة منهم الشيخ محمد القرمي والشيخ عبد الله البسطامي والشيخ أبو بكر الموصلي وغيرهم وسمع الحديث وأسن وطال عمره وكان ساكنا قليل الكلام والاختلاط بالناس معظما إلى النفوس يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسنا في وعظه وكان ينسخ ويأكل من عمل يده ثم