وفرق النسخ المذكورة في بلاده وبعد فراغهم من الترجمة أكثر لهم الصلاة وجهزهم إلي بلادهم وسأله المذكورون في نسخة من تلك النسخ فأسعفهم بنسخة فأخذها المذكورون وعادوا بها إلى بني إسرائيل ببيت المقدس.
فنسخة التوراة المنقولة لبطليوس المسمى ثلماي أصح نسخ التوراة وأثبتها وهي التوراة اليونانية التي عليها عمل المؤرخين وأما التوراة العبرانية التي بأيدي اليهود والتوراة السامرية فكل واحدة منهما مبدلة لا عمل عليها والله أعلم.
[ذكر سيدنا يونس بن متى ﵇]
ومتى أبو يونس وقيل أمه والذي عليه أكثر العلماء إنه أبوه وقد ورد في الحديث الشريف أن رسول الله عليه وسلم قال لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه ولكن نقل الملك المؤيد صاحب حماة في تاريخه إن مت أمه قال ولم يشتهر بني بأمه غير عيسى ويونس ﵉.
وقيل إن يونس من نبي إسرائيل وإنه من سبط بنيامين وتزوج بنت رجل من الأولياء اسمه زكريا وكان زكريا مقيماً بالرملة فأقام يونس عنده ثم بعد وفاة زكريا توجه إلى بيت المقدس يعبد الله وكانت بعثته في أيام يوثم بن عذياهو أحد ملوك بني إسرائيل وتقدم ذكره عند ذكر يوثم المذكور.
وبعث الله يونس إلى أهل نينوى - وهي قبالة الموصل بينهما دجلة - وكانوا يعبدون الأصنام فنهاهم وأوعدهم العذاب في يوم معلوم إن لم يتوبوا وضمن ذلك عن ربه ﷿ فلما أظلهم العذاب آمنوا فكشف الله عنهم.
وجاء يونس ذلك اليوم فلم ير العذاب حل ولا علم بإيمانهم فذهب مغاضباً ودخل في سفينة من سفن دجلة فوقفت السفينة ولم تتحرك فقال رئيسها فيكم من له ذنب فتساهموا على من يلقونه في البحر فوقعت المساهم على يونس