الأشجار والنخل وحولها كثير من المزارع والمغارس وفيها أنواع الفواكه وظاهرها حسن المنظر وهي من جملة الثغور فإن البحر المالح قريب منها مسافته عنها نحو نصف بريد من جهة الغرب وكانت في الزمن السالف في عهد بني إسرائيل مدينة عظيمة البناء متسعة وكان جالوت أحد جبابرة الكنعانيين ملكه بجانب فلسطين - كما تقدم عند ذكر سيدنا داود ﵇ وتقدم ان سيدنا يونس (ع) أقام بالرملة ثم توجه إلى بيت المقدس يعبد الله تعالى.
وأما صفة مدينة الرملة قديما قبل الإسلام وبعده إلى حدود الخمسمائة فكان بها سور محيط بها وكان لها قلعة واثنا عشر بابا منها باب القدس وباب عسقلان وباب يافا وباب نابلس ولها أربعة أسواق متصلة من أربعة أبواب إلى وسطها وهناك مسجد جامعها فمن باب يافا يدخل في سوق القماحين وهو متصل بسوق البصالين حتى يتصل بمسجد جامعها وهي أسواق كانت حسنة يباع فيها أنواع السلع ويتصل بباب القدس سوق القطانين إلى سوق المشاطين للكتان إلى سوق العطارين إلى المسجد الجامع ويتصل بسوق الحبابين من باب يازور ثم سوق الخرازين ثم البقالين إلى المسجد الجامع ويتصل بباب آخر من أبوابها سوق الصياقلة ثم سوق السراجين إلى المسجد الجامع ويقال أن الرملة كانت أربعة آلاف ضيعة وتقدم ان السلطان الملك الناصر صلاح الدين هدم قلعتها وهدم مدينة اللد في شهر رمضان سنة سبع وثمانين وخمسمائة وأما في عصرنا فلم يبق أثر لتلك الأوصاف التي بالرملة وقد زالت أسوارها وأسواقها القديمة لاستيلاء الإفرنج عليها نحو مائة سنة ولم يبق من المدينة ثلثها بل ولا ربعها.
وبني فيها مساجد ومنابر مستجدة من زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون وبعده والموجود الآن من الابنية في المدينة معظمه خراب مستهدم وقد صار المسجد الجامع القديم بظاهر المدينة من جهة الغرب وصار حوله مقبرة وقد بنى فيه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون منارة وهي من عجائب الدنيا في الهيئة والعلو وذكر