المذهب بالشام صاحب التصانيف مع الزهد والعبادة سمع الحديث وأمل وحدث أقام بالقدس مدة طويلة بالزاوية التي على باب الرحمة المعروفة بالناصرية والظاهر أن تسميتها بالناصرية نسبة للشيخ نصر ثم عرفت بالغزالية لإقامة الغزالي بها ثم قدم دمشق فسكنها وعظم شأنه وحك بعض أهل العلم قال صبحت إمام الحرمين ثم صبحت الشيخ أبا إسحاق فرأيت طريقته أحسن ثم صبحت الشيخ نصر فرأيت طريقته أحسن منهما ولما قدم الغزالي إلى دمشق اجتمع به واستفاد منه.
ومن تصانيفه التهذيب وكتاب التقريب وكتاب الفصول وكتاب الكافي وله شرح متوسط على مختصر شيخه سليمان بن أيوب الرازي سماه الإشارة وكتاب الحجة لتارك المحجة توفي يوم عاشوراء سنة تسعين وأربعمائة بدمشق ودفن بالباب الصغير ﵀.
والفقيه أبو الفضل عطاء شيخ الشافعية بالقدس الشريف فقهاً وعلماً وشيخ الصوفية طريقة كان في زمن الشيخ نصر المقدسي رحمهما الله تعالى.
والشيخ الإمام أبو المعالي المشرف بن المرجا بن إبراهيم المقدسي كان من علماء بيت المقدس له كتاب فضائل البيت المقدس والصخرة وما اتصل بذلك من أخبار وآثار وفضائل الشام وهو كتاب مفيد رواه بالأسانيد عنه أبو القاسم مكي الرميلي - الآتي ذكره بعده - ولم اطلع لأبي المعالي على ترجمة ولا تاريخ وفاة ولكنه كان في عصر أبي القاسم المذكور.
والشيخ أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين بن القاسم الأنصاري الرميلي الشافعي الحافظ مولده سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة كانت الفتاوى تأتي إليه من مصر والشام وغيرهما وكان من الجوالين في الآفاق كثير التعب والنصب والسهر وكان ورعاً سمع بالقدس وبلاد كثيرة وشرع في تاريخ بيت المقدس وفضائله وجمع فيه أشياء كثيرة.
ولما أخذ الإفرنج بيت المقدس في سن اثنتين وتسعين وأربعمائة أخذوه