واستقر قاضي القضاة غرس الدين أبو الصفا خليل بن عبد الله الكناني الشافعي أخو الشيخ أبي العباس الواعظ في مشيخة الصلاحية وقضاء الشافعية عوضا عن الشيخ نجم الدين بن جماعة ودخل إلى القدس في ذي القعدة ثم أضيف إليه قضاء بلد سيدنا الخليل ﵊ والرملة.
وكان الملك الظاهر خشقدم قد شرع في عمارة العين الواصلة من العروب إلى القدس الشريف ومات وهي محتاجة إلى إكمال العمارة فلما ولي بعده الملك الظاهر يلباي ثم الملك الظاهر تمر بغا رسم كل منهما بإكمال العمارة فلم تطل مدة واحد منهما فكتب أهل بيت المقدس من المشايخ والقضاة والأعيان استدعاء للسلطان الملك الأشرف يتضمن سؤال صدقاته في إكمال عمارته فبرز مرسومه الشريف بذلك فعمرت ووصل الماء إلى القدس وأعيد الجواب للسلطان بذلك.
وكان الأمير حسن الظاهري الناظر قد عمر مدرسة للملك الظاهر خشقدم على ظهر الرواق المجاور لمنارة باب السلسلة من جهة الشمال وكان المصرف من مال الأمير حسن فتوفي الظاهر خشقدم بعد إكمال عقودها وقبل انتهاء أمرها من القصارة وعمل الأبواب الخشب.
فلما عزل الأمير حسن من النظر وتوجه إلى الديار المصرية أنهى للسلطان انه عمر المدرسة من ماله وهي باقية على ملكه وسأل السلطان في قبولها وأن تكون منسوبة إليه فقبلها منه وكتب اسمه على بابها وكان بناؤها على حكم المدارس الموجودة بالمسجد ويتوصل إليها من الباب الذي يصعد منه إلى المنارة وكانت عمارتها على هيئة عمائر مدارس القدس ليس فيها كبير أمر فإنها كانت تشتمل على مجمع وطارقة وخلوة للشيخ على ظهر رواق المسجد ويقابل ذلك من جهة الغرب ساحة على ظهر إيوان المدرسة البلدية وفيها بعض خلاوي وكان السلم المتوصل منه إليها وإلى المنارة ضيقا عسرا.
وكان الشيخ شهاب الدين العميري الشافعي قد تعين لمشيختها من زمن الملك الظاهر