البيعة له القاضي زين الدين أبو بكر بن مزهر الأنصاري الشافعي صاحب ديوان الانشاء الشريف بعد خلع الملك الظاهر تمربغا والقبض عليه.
وجلس على سرير الملك الأشرف في بكرة يوم الاثنين سادس شهر رجب الفرد سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة فنشر العدل في الرعية واطمأن الناس بولايته وزين بيت المقدس ودقت به البشائر عند ورود الخبر بسلطنته وكان في ذلك التاريخ ناظر الحرمين بالقدس الشريف والخليل الأمير حسن بن ططر الظاهري ونائب السلطنة بهما الأمير حسن بن أيوب وشيخ الصلاحية وقاضي القضاة الشافعية شيخ الاسلام نجم الدين أبو البقاء محمد بن جماعة وقاضي القضاة الحنفية جمال الدين أبو العزم عبد الله بن الديري وقاضي القضاة المالكية شمس الدين أبو عبد الله محمد المعزاوي وقاضي القضاة الحنبلية شمس الدين أبو عبد الله محمد العليمي وتقدم ذكرهم في تراجمهم.
ففي السنة المذكورة وهي سنة اثنتين وسبعين عقب سلطنته برز مرسوم شريف بالافراج عن الأمراء المقيمين بالقدس الشريف من زمن الملك الظاهر خشقدم وهم بيبرس خال العزيز وبيبرس الطويل وجائي بك المشد وغيرهم وتوجههم إلى الديار المصرية فتوجهوا إلى أن وصلوا بالقرب من القاهرة فرسم بعودهم إلى القدس الشريف فعادوا على ما كانوا عليه.
وحضر أيضا إلى القدس الشريف جماعة من الأمراء الذين أمر باخراجهم من القاهرة منهم الأمير يشبك الفقيه الدوادار الكبير وجائي بك كوهية الدوادار الثاني ومغلباي المحتسب وغيرهم فمنهم من أقام بالقدس إلى أن توفي ومنهم من أفرج عنه وتوجه بعد ذلك من القدس الشريف.
وفيها - أعني السنة المذكورة - استقر الأمير برد بك التاجي في وظيفة نظر الحرمين عوضا عن حسن الظاهري واستقر الأمير مرداش العثماني في نيابة السلطنة الشريفة عوضا عن الأمير حسن بن أيوب ودخل كل منهما إلى القدس.