توفي بالقدس في ليلة الاثنين تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثمانمائة ودفن بما ملا بالبسطامية وكان شرع في بناء المدرسة فلم يتمها فأكملها القاضي عبد الباسط وهي المشهورة يومئذ بالباسطية عند باب الدويدارية أحد أبواب المسجد الأقصى وشرط عبد الباسط في وقفه على الصوفية إذا فرغوا من الحضور قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها في صحائف الهروي.
شيخ الاسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الدائم بن موسى العسقلاني الأصل البرماوي المصري الشيخ الإمام العالم المتفنن مولده في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وسبعمائة أخذ عنه أئمة الاسلام وفضل وتميز وحج من مصر سنة ثمان وعشرين وجاور بمكة.
ورجع إلى مصر في سنة ثلاثين وقد عين لتدريس الصلاحية ونظرها بمساعدة القاضي نجم الدين بن حجر فجاء إلى القدس فأقام يسيرا وتعلل ومات في يوم الخميس ثالث شهر جمادي الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وكان يقول في مرضه عندما عشنا متنا فإنه كان فقيرا فلما استقر في هذه الوظيفة وحصل له سعة الرزق أدركته المنية ودفن بمقبرة ما ملا عند الشيخ أبي عبد الله القرشي.
وكتب شرحا على البخاري ولم يبيضه وجمع شرحا على العمدة سماه جمع العدة لفهم العمدة وأفرد أسماء رجال العمدة وله الألفية في الأصول وشرحها وله منظومة في الفرائض وشرح خطبة المنهاج للنووي في مجلد كبير ونظم ثلاثيات البخاري وغير ذلك رحمه الله تعالى وكان نزل عن تدريس الصلاحية للخطيب جمال الدين ابن جماعة وحكم بذلك القاضي شهاب الدين ابن عوجان المالكي في ظهر كتاب الوقف فلم يفد ذلك كما وقع للعلائي واستقر فيها الشيخ عز الدين المقدسي وسنذكر ترجمته فيما بعد إن شاء الله تعالى واستمر الشيخ عز الدين بها إلى سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة.
قاضي القضاة شيخ الاسلام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن الصلاح